الإهداء/ لشهداء مجزرة 18 مارس 2011م الرياحين على باب المدينه يذرفون الضوع في تابوت هذا الليل في كف السماء ... يا سماء لم تكوني فضّة كي أصطفي خاتَم أحلامي وأدعوكِ رفيقة ... والمدينة .. بابها الفضيّ ... مخلوعٌ وأرديتي دخان ... كان في مسجدنا بعض أمان كان قنديلٌ عجوز في محاريبي يناغي شهوة الدعة الوضيئة ... كنتُ وحدي ... لم يحدثني أبي عن وردةٍ فقدت بنيها في دعابة شوكةٍ لم تقل أمي بأن لوجبة الأحلام ... طعمٌ من دماء ... كنتُ وحدي أفتدي عن بعض قمصاني تباريح اتساخي بالأماني أمنحُ الأكمام دمعاً بارداً مثل فمي وأقيمُ الليل في شهقة حلمْ ... كنتُ وحدي أصطفي قمراً .. أو نجمتين طفلةً وعجوزتين آهٍ .. كيف نجوتُ يا أمي ومثلكُ ما التقيت ؟ ... كنتُ وحدي قدراً من حيرةٍ تندب حظي والأهازيج تصلّي قرب حتفي وأنا أسخر من موتٍ فجائيٍّ كطفلٍ عربدت في شفتيه نسخة غائمة من ثغر حلوى وامتطى ركناً بدائياً ليرسم حظه المغلول في عنق الحداثة وانزوى ليعيد ترتيب السذاجة .. والوعيد ... كنتُ وحدي لحظةً عاريةً مثل دمي لم أقل يوماً لجارتنا سأصمتُ كي يكفّ مقصها عن وأد ثرثرتي وعن وعدٍ تراوغني به مُذ جئتُ هذا الكون .. هذا الليل ..هذا العهر ...هذا الويل .. هذا الذي يدعونه حضن وطن ... كنتُ وحدي آن أن أمنحكم بعض أوهامي لتموتوا مرتين *** القرابين على باب المدينة يمضغون النار في كف صديقٍ لم تزل تترى ب فيهِ الأسئله ... القرابين على سور المدينة ظلّهم يجتاح غيم الضوء في تابوت أحداقٍ هزيلة وهمُ الفضيلة وهمُ الصلاة .. ودورة التأريخ .. والمسعى لكعبة حلمنا وهمُ الحياه . ... الليل يا هذا يبددُ في عروق مسارهم مُهج الخنوع الفجر يرفل في خدود صبيّةٍ نزفت دموعاً .. في التماعتها تبسّم وجه خالقها فأشرقتِ القصيدة ... القرابين على أشيائهم صلّوا على أشلائهم سجدت شفاه الوعدِ فانتفض التراب يُشيّع الآتينَ من دمنا ومن رسموا استدارة شهب أحلام الطيورِ وأوقدوا في الخوف عين الذلِ فاشتعل الدعاء ... القرابين براكين النداء ضجّة العالي بريق الصخر أمنية المسافر ضحكة الطفل المحلّقِ في الغمام . ... لم أعد أبكي قد صعد ابتسامُ الغيم أوقدَ مشتهاه فبتُّ أرفل في الصلاه .. أنشودتي الثكلى تعاويذ الأقاح أمطرت شجناً من النارنج في ساحاتنا فاصطاف فيها فارس الإسفلت يكتب قصةً بدأت فأدركها الصباح ... القرابين على ورد المدينة يلثمون رحيقها المُغبرّ من صلفٍ ويهدون الأجنّة سرّ فاتحة البقاء . a_ [email protected]