يا أغنيات الغيم في قدري ويا حزن المسافه .. من برعم الضوء البهيّ؟ ومن تخطّى ثورة الترياق ... يجثم عتمةً في حشرجات الروح ... يستبق الاماني ؟ ... يا سنبلات الحرف فتّقنَ الجروحَ .. ولُذنَ بالصمتِ المبكّرِ .. والفتى يقتات قهوتَه ... ويسكرُ بالأنين .. وبالمواجيد النديّه !! ... وطني رماد الحرف .. والترحال في مُدن الخرائبِ والغوايات الحصيفه .. ... وطني رذاذ الوعدِ ... والشفق البعيدِ .. وما تبقّى من حكايا الأمسياتِ البيضِ والسودِ والحمر النكال ... وطني سراب الفرحة الكسلى على شفةِ المُحال !! ... يا واهبين الحلم مئذنةً على مُدن الفجيعه هذا الرصيف المرّ أجنحة المنافي هذا النشيدُ نشيجَ آمالي ... صدى الأشياءِ ... والأفياءِ... والحلم الكذوبْ ... وطني رياح وأناملي مذعورةً ...وفمي خواء ... كانت ببلدتنا رفوف مثقلاتٍ بالنوادر من رذاذ الغيمِ والصور العتيقه أو ربما كانت لنا نصف الحقيقه ... كان السحاب يمرّ في دمنا فنغمر كل ضمآنٍ ...ترافقنا ابتسامته لوعدٍ لا يجيء ... كان الصباح يفرّ من صبواتنا فنحاصر الليل القصير بدفئنا وصقيعنا ويموت كل الكون ... في غفواته قَدراً وحرماناً فنبقى لا نموت ... ما زلتُ أذكر رعشة الطفل الخجولِ على بساط خطيئةٍ مازال عطر حضورها بدمي ما زلتُ أجرع كأسها فتفرّ أوجاعي وأغرق في لحافي صامتاً .. أو ثائراً الفرق ... لا أحداً هنا الخوف ... لا أحداً هنا الحزن ... لا أحداً هنا إلا أنا ... وقصاصةً كانت تحرّضها على نزقي وصحيفة موالها يسافر بي إلى جناتِ وعدٍ كلما أودعتُ قلبي فيهِ ... أو فتشتُ أشيائي الثمينة والسخيفه . ... ما زلتُ أذكر رحلةً للجانب الغربيّ من قريتنا بقربِ البحرِ كان الليل معطفنا ..وكان صباحنا حُلماً وأغنيةً بلاشفةٍ ... وأعيننا حكايه ... كان ابن قلبي يحدثني .. ويرغي كان قرب حقيقتي كتباً تؤكسدنا فننسى ما نقول وأمير رحلتنا يضمّخ دربنا بتلاوة المأثور عن زمن الصحابة كيف جئنا في بساطتهم لنحكم عمرنا .. كان قائدنا كزنديقٍ صغيرٍ ظلّ يحلم في منافسة الزنادقة الكبار .