وتنأين ... فأغرق في صمت الفاجعة ... وأتلفّع تلافيفِ المواقيتِ الضامئةِ الحيرى على وجيب الأزمنةِ المأهولة بالوجعِ الراكدِ في تجاويف الأمكنةِ الجذلى بمطر البارحةِ من عمرٍ يسكنني ..ولا يسكُن..يرسمني كهلاً أنوء بوهمي وأجرع وعدي ..وأقتات بقايا مهترئة من زمن الشجو وتعاويذ المنفى المورق بالهذيان على قارعة النجوى ...لأغنّي رحلت جمالهم بكل أسيلةٍ تركت فؤادى هائما مخبولا فمنذ عرفتك ..والمواجيد حيرى والآهة تتقن قرفصة الحظ العاثر في اللامكان ... حيث أنا وحيداً إلا من جموع أشواقك المتأبطةِ فراديس الشوق وعبق الذاكرة المتوقدةِ بماء الصبر على جنون عمرٍ لا يفقه سواكِ. فمن منا خانته أغنياته المنسدلةِ على شفق الوجع وخطى الرحلةِ الأبقى ليشكو أوردة الظل لمنفى البُعدِ ويقْطُرُ حشرجاتٍ مخبوءةٍ كنشيجٍ يتلو يا راحلاً غير مظنون الرحيل ولم يخطر رداه على فكرٍ ولم يردِ فمن رسم الوعد سراباً ..والضوء مزاراً ..والصبوة لحظاتٍ تختنق بشجوها فتتوالدُ فقداناً ..وتينع وهماً يستبق الدمعة والفكرة والمأوى !! من غافل خيل اللوعةِ ..واستبق الخطو لينجو من ذوب الرعشةِ..من بذخ القربِ..ويشنقُ نهدته في جوف العتمةِ ..والدرب يضوع برجلٍ ينصهر الكون بأمنيةٍ تتوسد عينيه ..فتلفحه نيران غيابٍ يجرعه في صمتٍ أبديٍّ ليردد في جنبات روحه يا لها رحمة أصيب بها الناس تولّت وحان منها الرحيل الآن وقد نضُبَ العشق..واستوت الأشياء الموقوتة في عينيكِ وغادرك الوجد وأضناكِ الوصل ..تتراءى في دربي شقوة حبٍ ما كان لغيرك...وما حطّت حمائم وعدي على ربوة روحك إلا لتوشم هذا الطفل بعييك فيغدو رجلاً تلتحفه الأنواء وتعروه الأشجانُ الكسلى عن وجنةِ ضحىً راودته الاماسي أن يخبو فغادره الوهج وتكسّرت في صلوات أمواجه مجاديف حلمه .. فمضى بعيداً يعبُرُ حزنه ليحفر قبر أمجاد عينيك ويرسم في لوح الدنيا
يا راحلين وقلبي في هوادجهم فيم الرحيل ولمّا يقضِ لي وطرُ [email protected]