حططتُ الرحالَ.. ففي عدنٍ يولد الحب مثل الثواني.. وتكبر في روضها الأمنيات.. وتشرق شمس الإباءِ على غرّة الدهر حُلماً يضاهي مدى الحشرجاتِ.. يُبارك عزف القدر. خريف الهوى.. أودع الريح أشياءه.. وحلّ ربيعٌ من الحلم والذكرياتْ.. وناغى الرصيف اصطكاك الغيومِ.. وأبرقَ للوعدِ قافيةً من أوار الخطايا.. ليقرأ من كفّها الأغنيات.. وما باح في خدّها واستتر. وقال الفتى ومضى.. وخلف السحاب تجلّى رنين الحكايا.. يُبشّر أرصفة الكادحين.. يراود في عزهم عزمهم.. ويتلو على صفحة الرمل لحن المطرْ. واخضرّت الأرض.. يوم اصطفاها الهوى.. وغادرها حزنها السرمديّ.. وأذكت خطوب الأماني لواعج أورادها السُمر والمُتعبين بأصفاد من عبروا فاستقروا على نحرها حشرجات.. فطار هُداها.. وفاح العبير على بحرها وانتشرْ. لك الله يا “عدن” الحالمين.. ويا سرّ من أدمنوا عشقهم.. واستفاضوا حنيناً يُسامر رائحة الأرض.. يجلو عن الحلم زيف الغبارِ.. ويمحو عن القلب قهر السهرْ. فحطوا رحال الصِبا.. وغافلهم بحرها برذاذ الهوى.. وشدّ على مئزر الأغنيات.. وأُثلجَ صدرُ الزمانِ بما أوردته القلوب ابتهاجاً.. وما أفحَمتهُ الدروب أمام الجحافل من آل زيفٍ.. فضجّ النهار بصوتِ هواها.. وطاب السمرْ. فيا”عدن” الحب والأحجياتِ.. ويا عزف ما خبأَتهُ الضلوع.. وما طار في رفرفات الفؤاد وفيه استقرّ. أحبكِ يا فتنة القلب.. يا قطرة الضوء في عتمة اليأس.. في همهمات القدرْ. أحبكِ يا زهرة الله.. في مرتع الحشرجات.. وسحر القوافي ولحن الوترْ. أحبكِ.. والحب عندي دربٌ طويلٌ من الحلم.. كم أرهَقتنا أمانيه.. كم أثقَلتنا مراميه ألا يغيب عن الموعد المُنتظر. [email protected]