في اتون الجدل المحتدم بين النخب السياسية والثقافية بكل اطيافهاومشاربها الايدلوجية والفكرية المختلفة حول الاولويات التي يجب أن يتضمنهاجدول اعمال مؤتمرالحوارالوطني المرتقب. ورغم أن المتابع المتأمل للقضايا التي تسعى جميع الأطراف وبكل ماأوتيت من قوة أن تتخندق خلف مطالبها لتتربع قمة“الهرم الحواري” وتحتل الصدارة على ماعداها من المطالب. برزت كل الهموم دفعة واحدة...ولم يدع فطاحلة التحاورشاردة ولاواردة,ولاصغيرة ولاكبيرة إلاوأتواعلى ذكرها. ومن كثرةالعناوين وأطنان القضايا..يكاد يخيل للفاحص المنصف أننا بتنا على مشارف جرموضوعات إعادة هيكلة الجامعة العربية ومجلس الأمن إلى طاولة المتحاورين في اليمنٌ. ولم تقتصرالمسألة حدالعناوين فحسب..‘بل برزت ظاهرة التزاحم والتسابق المحموم بين الأسماء و الشخوص...ومنظمات المجتمع المدني ...المتعددة المهام والأهداف والأغراض والنوايا-وماأكثرهاوأقلهاجدوى في اليمن- لتنال النصيب الأوفرمن الإنفاق السخي ‘الموعود‘على هذه الفعالية. هذالايعني أنني أقلل ,أوأحط من أهمية وقيمة القضاياالمطروحة...أوالإنقاص من شأنها..ومكانة أصحابها..لاورب الكعبة...لكني آسف شديدالأسف أن تتجاهل هذه النخب..قضية القضايا..ومشكلة المشكلات,,بل..أم المعضلات الوطنية المزمنة..والتي بات كل اليمنيين_أفراداً وجماعات_يعانون من إفرازاتها الخطرة..بل إن الإستمرارفي تجاهلها أو التغاضي عن ها..سواءأكان ذلك في إطار“المكايدات السياسية الممجوجة”...اوباسلوب“الدعممة” هوما ساعد- وسيشجع دهاقنتها- على التمادي وتأجيج ألسنة نيرانهابشكل دراماتيكي يتصاعدويزدادتفاقما..ومن ثم استعصاء على الحل يوماً بعدآخر. هذه المعضلة هي ..التعليم..فمن ذا الذي ينكرأننانعاني من خلل كبيرفي القيم والأهداف والمبادئ الوطنية والمفاهيم والسلوكيات المجتمعية والأخلاقية,وماذلك إلا نتيجة مباشرةلإنعدام وجودسياسة تعليمية وطنية ثابتة وواضحة..ماأدى بالتالي إلى تنامي بؤرالغلووالتطرف ,ومن ثم..الإرهاب الثقافي و الفكري واتساعها على امتدادطول الوطن وعرضه. وأناوالكثيرون غيري لعلى قناعة تامة بأنه لوكان لديناسياسة تعليمية مشبعة بقيم الولاءالوطني لما سمعناشيئا عن حركات وتنظيمات متطرفة دخيلة على مجتمعنا, وقدسبق وأن نادينا بذلك اثراندلاع حرب صعدة الأولى. وهانحن اليوم..نجددالدعوة ونرفع أصواتناعالية مدوية لكل عقلاء و محبي الوطن.. انقذوا التعليم ..فالتعليم أولا...والتعليم ثانيا..وهوالبداية والنهاية...وسيد وأم وأبو الأولويات..وهوالدرع الصاروخي والقبة الفولاذية...بل..وقوة الردع النووي لوطن لايمتلك من مقومات الردع سوى سواعد“براعمه وشبابه ” ...وهم بلا أدنى شك..يمثلون كل عدة الوطن وعتاده.. اليوم..وغدا..وكل المستقبل. ومن حق هذا الجيل علينا تأمين أدنى مقومات التحصين الوطني..والتي لوتوفرت _ولو متأخرافي الأمس القريب-لماسمعنا شيئااسمه“الحوثيون”. ولاوجدت القاعدة وأذنابها موطئ قدم لها في بلاد” الإيمان والحكمة”...ولماتجرأ أنصار الشريعة على غزوالآمنين إلى عقردارهم وترويعهم, واقتحام المساجد. ومن يدري ..ما يخبئه لناالغد من مفاجآت فيمالواستمرالتجاهل المتعمد للتعليم فبالتعليم وبالتعليم وحده فقط العلاج لكل أوجاع وأمراض اليمن المزمنة.. وتحصين شامل لأجياله..فالعلم يبني الأوطان ولا يخربها ...التعليم الذي كلما أحسنت مدخلاته كانت مخرجاته أكثرجودة ونفعا للبلاد والعباد. اما أن يظل وضع التعليم كما هوالحال عليه مجالاللتنافس الآيدلوجي الممجوج...تتنازعه الأهواء والمشاريع الطفولية المتقزمة القائمة على دوام تصفية الحسابات المترتبة الناتجة عن دمج ماكان يعرف بالمعاهدالعلمية ...وسعي كل طرف بانتهاج كل أنواع الإبتزاز للإستئثاربمعظم درجات السلم الوظيفي لهذاالقطاع الوطني الهام...أوالتقاسم الأناني المريض على الأقل...دونما أدنى مراعاة أوأقل اعتبارللوطن أرضا وانسانا...والذي سيبقى فريسة سهلة ولقمة سائغة لجملة من المشاريع الخارجية المتناقضة والمتصارعة في آن. وسيظل مشروع اليمن “الوطني المستقل” في اجازة مفتوحة.. فمن القومية العربية الآفلة,,الى الوهابية النجدية الطامعة دوما للمزيدمماتبقى من مساحة وثروات ...الى الشيعية الفارسية الساعية لاستعادة امبراطورية زائلة ولن ترضى بأقل من غزوٍ ثانٍ للكعبة بعمائم آل البيت مرورا باليمن ...الى الإخوانية القطرية المؤمركة عالميا...فراراً إلى المشروع القاعدي“ القاتل الأعمى” ....وهكذا...الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.... وتلك والله هي الكارثة و...الطامة الكبرى.