إن من شيم الكرام الوفاء، وهذه ميزة تميز بها أهل اليمن، ولأنهم من وصفهم النبي بالحكمة والإيمان إلا أن بعضهم قد قال إن أهل الوفاء قد تركوا البلاد عند تهدم سد مارب إثر سيل العرم ومن بقي من عرب اليمن إنما هم البقية الباقية، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن من بقي لم يكن الوفاء من طبعهم وقد صار سلوك من كان قبلهم، فالدنيا مازالت بخير. وأحفاد سبأ مازال فيهم من وصفهم النبي غير أن الطبيعة البشرية لا تخلو من الوسوسة الشيطانية والتي تخرج صاحبها من جادة الصواب إلى جادة طريق الهوى الشيطاني، وهي نزوة سوف ينتصر فيها الحق على الباطل والخير على الشر. فعلى سبيل المثال يوجد في مارب الخير الرجال الخيرون، حيث صفة الوفاء والمروءة مازالت شاهدة في كثير من أبناء محافظة مارب.. ولمَ لا وقد قيل أن الصدق عمود الدين وركن الأدب وأصل المروءة.. وما أقصده في كلامي أننا يجب أن نتعاون على كشف الأشرار للجهات المسئولة بأسماء من يتسببون في قطع التيار الكهربائي بصورة مريضة وحاقدة، نفس شريرة يتضرر من وراء هذه الأعمال الخسيسة على أبناء الشعب اليمني دون استثناء، وأكثر المتضررين هم نزلاء المستشفيات المعتمدين في علاجهم عن طريق الآلات والمعدات المعتمدة في عملها على التيار الكهربائي، وهي جريمة جسيمة لا يقوم بها إلا إنسان متجرد من القيم الإسلامية والنبل الحميدة والسلوكيات الخارجة عن عادات وتقاليد الشعب اليمني. وفي هذا قال الحكماء على سبيل الجمع وفيه صراع الإنسان مع الشر، فقال الحكماء «إذا أراد الله بعبدٍ خيراً ألهمه الطاعة وألزمه القناعة وفقهه في الدين وعضده باليقين فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف وإذا أراد به شراً حبب إليه المال وبسط منه الآمال وشغله بدنياه ووكله إلى هواه فركب الفساد وظلم العباد». وليس أبعد من ظلم العباد هذه الأيام عندما يتعمد المرء إلى تفجير خطوط الكهرباء المستفيد منها كل الناس دون استثناء وعند انقطاعها يكون قد ظلم بفعلته هذه كل العباد وهذا الصراع الذي يراود صاحبه إنما هي النفس الشيطانية الأمارة بالسوء والعلاج هو الرجوع إلى الفضيلة، وهذا يفسره عندما ينتصر خيره على شره. والسؤال الذي يطرح نفسه على الفاعل أولاً: هل تفجير خطوط الكهرباء عمل بطولي..؟!