العلاقة بين الفراشة والوردة مع النار والجفاف من جهة .. كالعلاقة بين الأحزاب في اليمن والمواطنين مع ذات الوهج والذبول من جهةٍ أخرى . نار السلطة تجلبُ الفراشات المنبهرة بالأضواء فتحرق بعضها إن لم تقتلها .. وجفاف أغصان المودة ستؤدي بالورد للذبول إن لم تسحقه على الأرجح أقدام من قدّمها ويقدمها لمصلحة حياة .. ثم سحقها ذات انتهاء . إن الأحزاب اليمنية وهي تتسابق لمنصّة الرقص .. ولا تدرك معيار احتمالها لرصيد الترنّح .. وتتهاوى أمام انبهارها بتمجيد مصالحها .. واختيارها ضربات الحظ لوصولها لأعتاب المجد الزائف.. قد لا تعي أيّ احتراقٍ ينتظرها .. يلتهمُ أحلامها دفعةً واحدة .. لن تفلح بعدها في ترميم ظاهرها .. أو استعادة ثقتها بمكوّنها الداخليّ . بالمقابل يتجرّع مواطنو هذا البلد .. كل تجارب الكبار العابثين بمقدرات الأرض والإنسان .. ولا يفرغون من احتمال تجربة أحدهم في جذوع أحلامهم وحراثة إرادتهم .. إلا وقدمهم غصون تبدو باسقةً لمتعجرفٍ آخر أكثر سطوةً وسلطةً وقمعاً ظاهره الألفة ومساحيق ( التقدم والرقيّ ) وباطنه ويلاتٌ مؤجلة لا تكاد أن تظهر فجأةً إلا وهم أشبه ما يكون بباقة وردٍ على طاولة لاعبي القمار .. يسرق يناعتهم أسوأ المرضى ليقدمها عربون نكايةٍ قميئةٍ للعجوز المتصابية وهي تعيد ترتيب خارطة الشرق الأوسط الجديد بأنيابها الباسمة على الدوام .. حتى إذا ما خَلَت بالورد .. احتفظت به في أقرب زنزانةٍ بلاستيكية .. أو تنثره تحت أقدام العابرين إلى المجد في أبشع حفلةٍ تتوّج فيها أبطال غفلة القمار .. لتغلق في نهاية المطاف على الجميع أبواب الرقصة الشنيعة .. وتنسفهم دفعة واحدة . فأفيقوا يا عشاق أضواء السلطة .. وافهموا جيداً يا ورود الحقل .. فالمصير مازال بأيديكم .. ولكم ما فقهتموه وأدركتموه قبل فوات الأوان . [email protected]