أمر أعجب من العجب وأغرب من الغرابة أن يصر شخص ما على إدارة كلية علمية نوعية من كليات الجامعات الوطنية عنوة بإحدى محافظات الجمهورية بتهامة .. بينما تعمل قرينته الفاضلة نائباً له للشؤون الأكاديمية ، وربما هنالك مساعٍ لاستبدال نائب العميد لشؤون الطلاب لأنه ليس من أفراد العائلة الكريمة .. الأعجب والأغرب أن سعادته يحظى بمن يساعده على الاستمرار في البقاء على كرسي العمادة ويسنده ويدعمه .. ويجري ذلك بالرغم من الرفض التام وعدم قبول كافة منتسبي الكلية من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب والطالبات لسوء تعامله معهم ، وسوء إدارته لشؤون هذه الكلية النوعية اليتيمة .. حيث حدث العديد من التداعيات والمشكلات منذ توليه لإدارة الكلية ، ففي عهده غير الميمون نشبت الخلافات بينه وبين عدد من منتسبي الكلية ، أساتذة ومعيدين وإداريين وعمالاً وطلاباً وطالبات وأولياء امور ، إضافة إلى جنود حراسة بوابة الكلية ، وكل من يتعامل مع الكلية من الخاصة والعامة .. ولم يسلم من أذاه حتى سكان الحي المجاور للكلية الذين تضرروا جراء تصرفاته اللامسئولة غير السليمة .. كما لم يتورع في تهديد الأكاديميين والفنيين والإداريين وكذلك الطلاب الذين يعارضونه ويعتصمون للمطالبة بتغييره وتلك سابقة ذميمة .. يضاف إلى ذلك ما حدث من تجاوزات إدارية ، وممارسات، غير سوية وغير مقبولة في شأن نتائج اختبارات الطلاب في بعض أقسام الكلية ، مما حدا بالمسئولين بالجامعة إلى تكليف لجنة للتحقيق في هذه الأمور المهمة .. ولجنة أخرى للتحقيق في شأن الخلافات بين العميد المدعوم وبعض أعضاء هيئة التدريس ، ولم يقف الأمر عند ذلك ، بل تجاوز الحرم الجامعي ليتدخل في الموضوع وكيل تلك المحافظة الساكنة ، وإدارة البحث الجنائي للتحقيق في بعض تلك الخلافات المحتدمة .. وهكذا ظلت الجامعة تكلف لجنة تلو لجنة ترفع تقاريرها إلى المعنيين بالجامعة ، وتوصي بعضها بإيقاف العميد المدعوم عن العمل ، وبالطبع لا تنفذ التوصية ويمر الموضوع كأن لم يكن ، وتوضع التقارير بالأدراج ضمن الأوراق المتراكمة .. ولهذا استمرت الممارسات والتصرفات اللامسئولة ، واستمر خلق المشكلات والخلافات التي تعرقل سير العمل الأكاديمي والإداري بالكلية المنحوسة بصورة عامة .. بل حدث ما هو أخطر من ذلك حيث تحولت الكلية إلى ثكنة عسكرية لحراسة صاحب السعادة العميد المدعوم ، فقد ملأها بالمسلحين المرافقين له خلال تحركاته داخل المعسكر ( معذرة ) أعني داخل الكلية (سابقاً) ، وتعرض هذا الصرح العلمي لإطلاق الأعيرة النارية لأكثر من مرة دون حساب لما يمكن أن يسببه ذلك من عواقب وخيمة .. وقد تجلى ذلك في إصابة الطلاب والطالبات وكافة منتسبي الكلية بالخوف والذعر ، كما أقلق السكينة العامة سواء داخل الكلية أو في إطار الحي السكني المحيط بها ، إضافة إلى تعرض بعض الطلاب للدهس داخل الكلية بإحدى السيارات الفخمة .. وذلك أثناء اعتصامهم على بوابتها احتجاجاً على عدم استجابة الجامعة لمطالبهم ، ومطالب أعضاء هيئة التدريس والموظفين ، وأعضاء النقابة المتضامنين مع منتسبي الكلية ، بوضع حد لما يجري من عبث وأحداث مؤسفة وممارسات ما تزال قائمة .. تداعت بالسلب على جميع مفاصل العمل بالكلية ، مما أقلق الجميع وأثر على مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب ، وكل تلك – دون شك – أضرار جسيمة .. ونتيجة لذلك التجاهل والتساهل والتباطؤ في المبادرة بحسم ذلك الأمر استمرت الخلافات وعدم الاستقرار ، وحالة الفوضى المستديمة .. كما تردت الأوضاع الأكاديمية والإدارية في الكلية ، وربما تسوء الأوضاع أكثر مما هي عليه في حال استمر سوء تقدير عواقب ما يجري ، وعدم الحرص على المصلحة العامة ، وتجاهل مطالب منتسبي الكلية من قبل المعنيين بالجامعة ووزارة التعليم العالي بتلك الصورة غير المنطقية وغير المفهومة .. فهلاّ حرص المعنيون على حسن سير العمل بالجامعات واستمرار استقرارها ، وهلا شعروا بالمسئولية وشرف الواجب الأكاديمي والإداري نحو هذه الكلية وكل كلية تعاني من المشكلات بالجامعات ، بما يجنب منتسبيها أساتذة وطلاباً وموظفين من التعرض لأي ضرر أو خطر ، خاصة وقد استخدمت الأسلحة النارية وأطلق الرصاص الحي على مرأى ومسمع من الجميع داخل تلك الكلية النوعية الإبداعية .. وبما من شأنه العمل على رقي هذا الصرح العلمي في مختلف مجالاته ، وخدمة العملية التعليمية ..؟! وسيظل الجميع على أمل أن تبادر الجهات المعنية بتحمل مسؤوليتها ، وتقوم بواجباتها نحو ما يجري لمعالجة هذه القضية بحكمة وعقلانية .. بدءاً برئاسة تلك الجامعة الوطنية ، ونقابة أعضاء هيئة التدريس بها ، وكذا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الراعية الرئيسية .. وتلك هي القضية. [email protected]