الحكم هو البسط والعطاء العادل، والحاكم هو من يقوم بهذا البسط والتبسيط، الحاكم في الحكم الرشيد هو البسيط، عليه تقع مسؤولية التبسيط وهي عملية صعبة لايقوم بها إلا صاحب قدرات وقوة وتفانٍ تمكنه من بسط خيرات الوطن للناس بشفافية وبتواضع الخادم المحب بدون (دلهفة) ولا نخيط أو تعقيدات أو من وأذى بلا تعالٍ ولا إهانات. أنا تذكرت هذه المعاني من كلام الناس أمس عن لقاءات باسندوة التي لم أحضرها، لكن حديث الناس قرب الصورة وشعروا أن شيئاً مختلفاً طرأ في تقليد الحكم والحاكم عنوانه البساطة والتبسيط والاستماع لكل الفئات من أجلهم لا من أجله.. استمع إلى المعوقين الضعفاء الذين أفرد لهم رئيس الحكومة لقاءً خاصاً بهم، فالضعيف أمير الركب ومهمة الحكم الرشيد الاستماع لعامة الناس وضعفائهم حتى يأخذ الحق المسلوب بالعادة من الكبار . أنا هنا لا أكيل المدح ولكنني أتحدث عن ايجابيات وأسجل انطباعات الناس لكي نقول كم هي سهلة قيادة هذا الشعب بشرط أن يكون الحاكم والمسؤول أسهل وبسيطاً ويسعى للبسط والتبسيط.. نعم نتحدث عن الصواب لكي يعرف هذا الحاكم أو ذاك أن طريق النجاح والعظمة ليس بالهالات والتلميع الإعلامي ولا بالحراسات الخشنة التي تعنف الناس وتهينهم في دارهم ولا بالبوابات والحجاب ولابشراء الكبار، وإنما بخدمة الضعفاء وعامة الشعب وببذل الجهد والسهر لخدمة الناس بشغف كعبادة والتعامل كخادم محب وليس عبداً جحوداً يسعى للتعالي والإذلال الرذيل.. نعم الحكم هو البسط لعطاء الوطن وخيراته أمام الشعب وبسط الخدمات والحاجات وتوفير الفرص المحققة للطموحات وليس البسط بمفهوم الحاكم العربي ومنه الحكم الآفل الذي فهموه بمعنى البسط على أراضي الناس وعلى البنك المركزي والثروة الوطنية وعلى الجيش والدولة كملك شخصي.. هذه لصوصية ودهس كرامة تستحق أن ترمى بالحذاء الشعبي الشريف من أول يوم يبدأ فيه بسط وتمادٍ من هذا النوع خير للحاكم اللص وللشعب من سفك الدماء أنهاراً لإزاحته ولانريد كل يوم ثورة وهذا هو درس النجاة الذي يجب أن يتعلمه شعبنا. هناك فرق بين بسط اللصوص وبسط الحاكم الخادم وفرق بين التعقيد والتبسيط وبين العطاء والأخذ وبين التواضع والتعالي وبين العظمة والوضاعة وكل ذلك من صنع الشعب وعمله فكيفما تكونوا يولى عليكم. لقد بدأ الناس يشاهدون البساطة وينتظرون (البسط) الرشيد الذي يثمر عدالة ومساواة وتنمية وتعليماً وحضارة، وكلهم أمل لأن البسط العادل لاتقدر عليه إلا البساطة العظيمة والبسطاء الذين يرون دائماً مهما قدموا أنهم مقصرون مع شعب يحترم الجهد ولا يعظم الفرد مهما فعل، فهذا واجبه وبهذه المعادلة تبنى الحضارة وتحمى الأوطان. الحاكم الذي يكنس في الشارع لايسعه إلا أن يكنس الفساد في الحكومة.. (البساطة) والتبسيط يجب أن تكون فلسفة حكم لشعب كريم انهكه التعقيد وقهره الغرور ودمره النخيط والتعالي الوقح كبوابة لكل المفاسد والشرور. [email protected]