لعبة السياسة لاتخضع لقوانين ثابتة في عالم المتغيرات,والخائضون فيها ,لاتحكمهم الأطر إذا تنسلخ القيم على عتبات السياسة,ولا يحميهم منها سوى طوق مثقوب ,مفرغ من مرجعيات لاتستند إلى القيم الإنسانية. وعلى افتراضات المرحلة الكل يدعي وصلا(بدولة مدنية) وهي لاتقر لهم بذاكا.فمدنية الدولة ستسقط هوام التعصب القبلي,ومشيخة الأنا المغلقة,ومن عباءتها (ستنفض)الطفيليات المتعلقة بمصالحها الطويلة من زمن الإرتكان إلى عداد خال من أرقام محاسبي ثابت,فتتوارى هزيلة حتى من ذاتها. ومن هنا عرجت إلى الإنطواء تحت ظل مشاريع لاوطنية وبمسميات أكثر تقززا من تعصب قبلي,وجهل مشيخي تلبست بمقاسات أبدت سوءات جلية لاتسترها (رجالات المرجعية) بعمائمهم البيض التي تفضح سواد نواياهم,أو عمائمهم السود التي يتوارون تحتها بآياديهم الممتدة بلؤم خيانة القيم الإنسانية والثوابت الوطنية, وأخرى ظلت تحت رهانات وهمية لحنين الماضي المترهل حين كان الوطن في حسبانهم لايعد سوى مالا يهدر على نزوات تبدو في سماتهم. من الصعوبة بمكان أن يرضى الوطن بأن تغلف قناعاتك بتبعيات عقدية,أو ارتكازات سياسية,أومصالح خارج فضاءاته مجلوبا (بولاية فقيه)و(عقال ملك)وتشطير كيانك الواحد)أو (تحنيط الشخصنة بالواحد اللابديل).هنالك ستجد نفسك على ضفة أخرى عاريا بعيدا عن احتواء دفء الوطن,تلفظك انتكاسات ببطء مميت. فلا رهانات أمام الحقائق,ولا ملجأ يؤويك عندما يفرض عليك واقعك حجرا سياسيا وإنسانيا.سينجو الوطن وستفنى لا إنسانيتك,وسيبقى الوطن متوجا وشاهدا لأجيال بناءة, ولافظا لأجيال حملت طريقة أبي رغال وابن العلقمي في وأد الأوطان,والتحافها بلحاف ظاهره فيه حب الوطن وباطنه سم الخيانة. الوطن أكبر من أحلامنا وآمالنا إذ هو جزء تتكامل به الطريق لوحدة وطن كبير ,وكل تتكامل به وطن غير منفرط الاتجاهات والتوجهات.