الأستاذ عبدالسلام الحداد - رحمه الله - عاش شريفاً ومات شريفاً، كان من الرواد الأوائل الذين أبلوا بلاءً حسناً في خدمة الوطن والتنمية لاسيما عندما كان محافظاً لمحافظة تعز؛ إبان الفترة الذهبية التي تولى فيها زعامة البلاد المرحوم إبراهيم الحمدي - القائد الوطني الغيور - الذي أرسى دعائم دولة النظام والقانون، وكان رائداً للحركة التعاونية، التي انطلقت في عهده وعبرت عن آمال وتطلعات الشعب اليمني، وكانت أساس التنمية الشاملة، بل لقد حققت نجاحاً كبيراً ليس على مستوى النهوض التنموي فحسب وإنما أيضاً على مستوى الديمقراطية المباشرة عبر انتخابات حرة ونزيهة لمكونات الحركة التعاونية، بدءاً بالجمعية العمومية ثم الهيئات الإدارية فمجالس التنسيق التعاوني إلى الاتحاد العام لهيئات التعاون الأهلي للتطوير. تلك الحركة التي جسدت المفاهيم الديمقراطية، وكان من نتائجها الإعداد والتحضير في حينه لمشروع الميثاق الوطني والمؤتمر الشعبي العام الذي يضم كافة شرائح المجتمع بما في ذلك المرأة، والذي تحدّدَ مكان وزمان انعقاده بالحديدة قبيل اغتيال الرئيس الحمدي بفترة وجيزة بتلك الجريمة الشنعاء التي اغتالت حلم كل اليمنيين. وهذه المعلومة تدحض التقولات والمزاعم التي تحاول إغفال تلك الحقيقة ونسبتها لعهد لاحق دون الإشارة بذلك في محاولة لطمس معالم التجربة الديمقراطية، ولما حققه الزعيم الحمدي من منجزات عظيمة. رحم الله المحافظ الحداد فقد كان نموذجاً للشخصية الوطنية التعاونية النادرة مخلصاً لعمله زاهداً نزيهاً لم يترك مديرية أو عزلة في محافظة تعز إلا وقام بزيارتها وتفقد أحوالها من خلال القوافل الإعلامية، التي كانت تشمل إلى جانبه مسؤولي التعاونيات ومديري المكاتب التنفيذية والقضاء والمرأة؛ بغُية الوقوف المباشر أمام تنفيذ المشروعات الخدمية من طرقات ومدارس ومشاريع مياه ومستوصفات، فضلاً عن معالجة قضايا المواطنين عبر المختصين وبصورة فورية مباشرة دون اللجوء إلى مبنى المحافظة الذي كان خالياً من المراجعين والشاكين. ولازُلت أتذكر أن من ضمن القافلة الإعلامية الأستاذة أمة العليم السوسوة والأخ أحمد علي عبدالرب، الذي كان يتقدم بسيارته القافلة وهي تحمل ميكرفوناً كبيراً تصدح من خلاله أنشودة الفنان أيوب طارش - شفاه الله - (رددي أيتها الدنيا نشيدي.. وحدتي .. وحدتي .. وحدتي... ) إلخ . إنها مرحلة ذهبية بالفعل لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، وستظل في وجدان ضمير كل مواطن يمني. متمنياً للمحافظ الجديد الأستاذ شوقي أحمد هائل - الذي يحظى بثقة واحترام الجميع - أن يتبنى قوافل إعلامية لزيارات ميدانية للمديريات؛ للتعرف عن قرب عن هموم وقضايا الناس مباشرة. الأمين العام المساعد لمجلس تنسيق تعاونيات محافظة تعز أمين عام تعاون جبل حبشي للفترة من 1975م وحتى نهاية 1978م