يظن البعض ان انكار الواقع والمضي في تقليد الآخرين في كل صغيرة وكبيرة يفعلونها فعل بطولي دون أن يدرك ان ذلك نقصاً في الوعي وجهلاً بالحياة وعدواناً على الوطن ولا يمكن ان يقدم هذا الاتجاه الفائدة للوطن أو يدرأ المفسدة بقدر ما يجلب الشر كله إلى الوطن ويؤلب الكافة ولا يحقق الرضا والقبول الذي ينشد ذلك البعض الذي يسير في طريق الوهم والضياع. يبدو أن السير في طريق جلب المفاسد بات عنوان حياة ذلك البعض ولم يعد يهمه رؤية المشاهد المأساوية التي يعاني منها الناس يومياً جراء الممارسات غير الإنسانية والتي لا تمت بصلة لجوهر الإسلام عقيدة وشريعة ولا تعترف بها اعرافنا ولا تقاليدنا ولا ترضى بها الإنسانية جمعاء، لأن التقليد او تنفيذ الاملاءات الخارجية قد طغت على تصرفات ذلك البعض ولم يعد قادراً على تفعيل عقله والعمل بما يحقق الخير العام. إن تاريخ الحياة السياسية القديمة والمعاصرة لم يقدم لنا نماذج في الفعل غير الإنساني الذي نلمسه اليوم في واقع الحياة وربما ستكون هذه سابقة خطيرة سيسجلها التاريخ وستصبح وصمة عار في صفحات التاريخ تقرأها الأجيال لتدرك حجم الانهيار الأخلاقي وحالة الزيف والنكران والإصرار عليه في الحياة المعاصرة لأن من يسلكون هذا السلوك الغوغائي والهمجي لم يقرأوا التاريخ ولم يدركوا بأنه لن يرحم ويحصي كل صغيرة وكبيرة من الأقوال والأفعال لتصبح فيما بعد مادة خصبة للدراسة والتحليل والاستنتاج. إن الوعي في القول والفعل أمر بالغ الأهمية لديرك القائل والفاعل ان التاريخ يحصي عليه كل ذلك فإن كان قوله وفعله خير الإنسانية فبذلك هو الهدف في الحياة وان كان قوله وفعله شراً على الإنسانية فذلك هو العدوان بعينه على الإنسانية فهل حان الوقت لإدراك الوعي في القول والفعل ؟ لنصنع تاريخاً ونضيف مجداً جديداً لليمن الأرض والإنسان والدولة؟ ،نأمل ذلك بإذن الله.