طب الأعشاب طب قديم، والتطبيب بالأعشاب كان البداية أو الأساس للطب الحديث والمعاصر.. وكان طبيب الأعشاب قديماً يستمع لشكوى المريض وفي ضوء تلك الشكوى يشخص المرض، ويقرر العلاج، ويصفه للمريض، ويعطيه إياه، إما على شكل أعشاب، ويرشده إلى كيفية خلط ومزج تلك الأعشاب ومن ثم يوجه المريض بكيفية الاستخدام. وكثير من علماء الطب القديم يعدون ممن أسس للطب الحديث ولصناعة الأدوية الحديثة.. وقد ظل طب الأعشاب على مدى الزمن متواجدين، ويعتد بهم حتى عصرنا الحاضر علماً أن هؤلاء الأطباء كانوا على علم ودراية بالنباتات وأماكن تواجدها.. ولا أنسى هنا أن العطارين أي الذين يعملون في تجارة العطارة كانوا في الغالب هم من يوفرون الأعشاب، أو ثمارها اللازمة لأطباء الأعشاب، وحتى لأولئك الذين اشتهروا بطب الشعوذة. على أي حال اليوم نلاحظ وبعد صلاة الجمعة على أبواب العديد من أبواب المساجد الأطفال الذين يوزعون مطبوعات إعلانية ترويجيه لأطباء الأعشاب تظهر اسم الطبيب، وعنوانه، وتلفوناته، إلى جانب تحذير من التزوير والغش ثم قائمة بأمراض الرجال، وإلى جانبها قائمة بأمراض النساء “المستعصية” التي يمكنهم علاجها.. وهناك من يضمّن إعلانه حصوله على إجازة من وزارة الصحة لممارسة الطب وتشهد له بالكفاءة، بل هناك من يقول أنه حصل على شهادات دولية مثل الإيزو، وشهادات من جامعات و... و...إلخ. حتى الآن لا اعتراض لكن حين تقرأ قائمة الأمراض التي يعالجونها ينتابك الذهول وتقول في سرك إذاً ما حاجتنا للأطباء الاختصاصيين من خريجي الجامعات، والبرفيسورات الذين نستوردهم، وما حاجتنا إلى تقارير طبية بالسفر إلى الخارج، وهؤلاء الأطباء “العشبيون” بين ظهرانينا.. أليس من الواجب الاستفادة منهم في كليات الطب والصيدلة، وفي شركات صناعة الأدوية والمستشفيات بدلاً من إرسال أمراضنا إلى الخارج أو طلابنا أو استقدام أطباء من الخارج وعندنا هؤلاء الأطباء العشبيون الذين تشهد لهم وزارة الصحة بقدرتهم على معالجة الأمراض المستعصية، ونوقف نزيف العملة الصعبة في استيراد الدواء والأطباء وسفر المرضى إلى الخارج.