حكاية العراقيل والمطبات التي تعترض عملية التحول السياسي في اليمن تذكرني بحكاية حقيقية وقعت في احدى القرى اليمنية بطلها “قط” كنا نسميه قط الحاج قائد، وأعتقد أنه اشهر قط في التاريخ .. كان قطا سمينا يأكل أي شيء يقع في قبضته وكان محترفا يتدلى من سقف الديمة ولا أمهر كوماندوز ، وكان أي شيء يشتريه الحاج قائد للبيت يأكله القط ، فهو غريم السمن واللبن واللحم واللقمة وكل شيء، لم يكن يترك لهم شيئًا في الديمة الا والتهمه وهكذا الحال يوميا ، وذات مرة عاد الحاج قائد ومعه كيلو لحم بلدي وأعطاه لزوجته لتطبخه وقبل أن تضع الحوائج في الطاسة كان القط قد التهم اللحم دون ان تشعر, فثار الحاج قائد وأقسم ان يمسك القط وقرر أن ينفيه إلى ابعد مكان فأخذه وسط شوالة وصعد أكبر جبل في المنطقة ونزل من الجبل إلى وادٍ اشبه بالمنحدر ووضع القط هناك، ثم عاد الى البيت مبتسماً بعد ان تخلص من كابوس القط الذي لم يدع له شيئاً في البيت ، ودخل الحاج قائد البيت مبتسما لزوجته وهو يضرب لها يداً بيد: خلاص لا قط متوحش بعد اليوم ، وكانت المفاجأة الصاعقة انه تفاجأ بأن القط قد سبقه الى البيت. المرة الثانية أخذ القط وسافر به الى ابعد مدينة يفصل بينها وبين قريته اكثر من خمسة جبال، وألقاه في مكان ناءٍ على قارعة الطريق ، واستأجر سيارة وعاد فلم يصحُ الصباح في منزله إلا على صوت القط “مياووووووو”.. وترجمتها بلغة القطط “عدنا...”. يعني باختصار كل فكرة كان يقوم بها الحاج قائد لإبعاد القط عن الديمة كانت اشبه بحكاية “نطلع فاصل ونعود” .. تعددت الافكار وكل فكرة كانت تتحول الى مقلب بعد فترة بسيطة .. ومثل كل مرة يتفاجأ الحاج قائد بالقط وهو يخرج له من الشهدة حق الديمة ويضرب له التحية. وكانت النسور تهجم على القرية وبالذات على المدجات (بيوت الدجاج والديوك) فتأخذ الدجاج بمخالبها وتطير بعيدا ، فخطرت للحاج قائد فكرة مدهشة، قام بعمل مصيدة واصطاد نسرا كبيرا، قبض عليه حيا ، ثم امسك بالقط المشاكس الذي دوخ به وأعياه دون أن يجد له حلا، وربطه في مخالب النسر، وفك رباط النسر وأطلقه في الجو, فطار النسر بعيدا بالقط وهتف الحاج قائد منتشيا: “باي باي لندن” ، يعني خذه الى ابعد مكان تستطيع ولو حتى لندن. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.