يظن البعض أن الإساءة إلى الوطن فعل ثوري ولم يدرك أن الوطن ملك لأبنائه الذين لن يسمحوا بالتطاول عليه أو التعرض لإرثه الحضاري والإنساني أوتشويه معالمه الروحية والحضارية والإنسانية التي بناها الأجداد الذين أفنوا حياتهم من أجل عزة وشموخ الوطن بكل مكوناته البشرية والجغرافية. إن الاعتزاز بالوطن اعتزاز بالعقيدة، لأن حب الوطن من الإيمان، ولذلك القبول بالإساءة إلى الوطن قبول بالإساءة إلى الدين الحنيف وهو دليل على ضعف الإيمان بالله رب العالمين ومن ضعف إيمانه بالله لا وطن له ولاقيم ومبادئ أو أخلاق أو ضمير تهذب تصرفاته، ويصبح فريسة سهلة لتجار الحروب وصناع الأزمات يحركونه وفق رغباتهم الشيطانية المدمرة للقيم الدينية والوطنية والإنسانية. إننا اليوم أمام ظواهر بالغة الخطورة لأنها طالت الانتماء إلى الوطن ومست الثوابت الدينية والوطنية والإنسانية وتجاوز الأخلاق والقيم، وطغى عليها الميل المطلق إلى المادة، وبات السعي خلف المادة هو الهدف لمن يقعون في تلك الظواهر، وأصبحت حالة الناس مخيفة لما يلمسونه من الانحراف اليومي عن جادة الصواب ممن طغى عليهم الشيطان وقادهم إلى الأفعال والأقوال العدوانية التي تستهدف الحياة الآمنة والمستقرة. إن معالجة تلك الظواهر بحاجة إلى تكاتف مؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني للقيام بالجهد النوعي لإنقاذ من يقعون في أتون تلك الظواهر، لأن بيان الصواب من الخطأ واجب الجميع ولايجوز بأي حال من الأحوال الوقوف موقف المتفرج على من يقعون في تلك الظواهر المخلة بحياة المجتمع الإنساني. إن اليمن بلد الإيمان والحكمة وأهلها أصحاب فكر وعقلانية ولذلك ينبغي العودة إلى منابع الإيمان والحكمة المتمثلة في جوهر الإسلام عقيدة وشريعة والعمل على نشر الوعي المعرفي في أوساط الناس بإخلاص وأمانه خدمة للدين والوطن والإنسانية بإذن الله.