الوطن اليمني العظيم الموحد بالأرض والحضارة والتاريخ والإنسان قدر أمة يمنية جليلة بدأت رحلتها في هذا الوجود وهي معززة بوحدتها القوية المتماسكة التي رسمت المعالم الأساسية الحقيقية لهذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه في خارطة التكوين ، وجسدت الملامح المتكاملة للهوية التعريفية والتوصيفية للإنسان اليمني ، ومنحته أبجدية الإنتماء إلى كل الوطن . ليصبح الوطن وفق هذه المسلمات ملكاً للجميع دون إستثناء شاء من شاء وأبى من أبى .. سيحتفل الشعب اليمني العظيم بعيد وحدته السامي في الثاني والعشرين من مايو من هذا العام والمسخ خارج حدود الذاكرة قابع خلف أسوار الزمن ، فذاك هو مكانه الطبيعي الذي كان من المفترض أن ينتمي إليه منذُ البداية لأنه لم يكن في يوم من الأيام منا أو ينتمي إلينا ... سينكمش المسخ في مكان احتضاره الأخير يعانق أنينه المبشر باقتراب نهايته التي صارت قاب قوسين أو أدنى محملاً بالوهم الذي أستوطن نفسه ، وزيف أمانيه الذي يؤدُ أمام عينيه ، وسيصل به الأمر في نهاية المطاف إلى أنه سوف يتمزق ويتفجر شظايا لعنة متعفنة ستأبى الكلاب أكلها ؛ لأنه لن يحتمل رؤية هذه الأمة الرائعة وهي تحتفل بعيد وحدتها لأول مرة من دونه . هذه الوحدة التي سعى جاهداً إلى النيل منها ، وحاول مراراً وتكراراً ضربها وتفكيكها بكل الطرق والوسائل الدنيئة ، بل وما زال هذا المسخ المنتهي متمسكاً ببصيص من حلم ظل يراهن به على أنه ما زال قادراً على تحقيق أهدافه الرخيصة ... عجباً متى كان الموتى قادرين على الفعل ؟!! سنحتفل وسنجدد في هذا الإحتفال العهد المقدس أمام الله والوطن بأننا سوف نحافظ على وحدتنا اليمنية الخالدة ، ولن نفرط فيها أبداً ما حيينا ، ولن نسمح لأشباح الظلام المتهالكة التي ما زالت تراهن على أمانيها الميتة وترتجي عودة اللامعقول الذي صار في حكم المستحيل من الإقتراب أو المساس بهذا المنجز العظيم الذي صنعه وحققه الشعب اليمني فقط بشماله وجنوبه ، وقدم لأجل هذا الحدث الخالد الذي سعى إلى تحقيقه ثمناً غالياً كبيراً لا يعادله أي شيء في هذا الكون مهما بلغ ثمنه ... بل وما زال هذا الشعب الأسطوري يناضل ويجاهد ويستبسل بكل ما أوتي له من قوة حتى يومنا هذا في الدفاع عن هذا الوطن وعن وحدته الغالية .. لذا ليس من حق أي شخص كائناً من كان الإدعاء والتباهي بأن له الفضل في إنجاز وتحقيق هذا الحدث التاريخي الجليل . كانت الوحدة اليمنية وما زالت وستظل المستقبل الحقيقي للإنسان اليمني ولهذا الوطن ، وهي الخيار الوحيد ولا خيار آخر سواه لهذه الأمة إن أرادت أن يكون لها وجود فعلي حقيقي مؤثر بين الأمم في عالم اليوم المعقد بكل ما فيه من تفاعلات وتركيبات وتكتلات ..... إلخ ، ولهذا السبب صار لزاماً علينا كشعب يمني بكل طبقاته وأفراده وأحزابه ونظامه العمل على إعادة صياغة هذا المفهوم بصورة جديدة وفق رؤى ومنطلقات الواقع الذي نعيشه في يومنا هذا وبالإستفادة من كل ما مر بنا في تاريخنا حتى لا نقع في نفس الأخطاء السابقة ، ويجب أن تلقى هذه الصياغة الجديدة القبول والرضى من الجميع دون استثناء بعد إجراء المعالجات الصحيحة لكل الأزمات التي مرت بها الوحدة اليمنية وكادت أن تعصف بها لكن هيهات لها ثم هيهات أن تنال منها أو تمس قداستها طالما وأن هناك حصناً منيعاً يصون هذه الوحدة وهذا الوطن دائماً وأبداً . هذا الحصن هو الشعبٌ اليمني العظيم الجليل الذي يقف له العالم بأكمله في يومنا هذا ويقدم له تحية إجلال وإكبار على صموده الأسطوري في الميادين والساحات وهو يجاهد جهاده الأكبر الذي انطلق بانطلاق ثورته المجيدة التي قامت من أجل الحرية والكرامة للأرض والإنسان ، ومن أجل الحفاظ على وحدة هذا الوطن الغالي.. هذا الشعب الذي برهن بكل صدق ومحبة وإخلاص على أن الوطن مسكن الشرفاء الذين لا يعشقون إلا معناه ، لا يشتهون إلا قداسته ، لا يعرفون إلا أحرف كلماته ، لا يتقنون إلا أبجدية لغته ، لا يبيعون ولا يشترون ولا يُساومون . نعم الوطن الواحد الموحد مسكن البسطاء الذين استوطن جلال الصمت أرواحهم المشبعة حتى الثمالة بالحب والنقاء والصدق والوفاء لهذا الوطن .. هؤلاء الذين تراهم والسعادة قد صارت زادهم الأبدي الذي يستمتعون به وهم ماضون في رحلتهم الخالدة التي ستمنح هذا الوطن القوي بوحدته المهابة والوقار وستتجاوز به الآفاق كي يسمو ويقهر السمو . سيحتفل الشعب اليمني بعيد وحدته كما لم يحتفل بهذا العيد من قبل ، وسيقدم لوحة فنية بديعة ستجعل من عيد الوحدة ليلة حب بحجم هذا الوطن وبحجم آمالنا العريضة التي لا تعرف الحدود ، وسيكون عيد وحدتنا في هذا العام عيداً شاملاً جامعاً لكل أعيادنا المجيدة .