تحتفل جماهير شعبنا الوحدوية الأبية وكل ربوع بلادنا الحبيبة حالياً بالعيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية من ال22 من مايو 1990م، والذي يهل هذا العام وقد أكملت الوحدة الخالدة عقدها الثاني من عمرها حاملة معها العناوين العريضة للانجازات العملاقة والكبيرة في مختلف مجالات الحياة من سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها الكثير، والتي بدلت تماماً من مسارات اليمن خاصة في المناطق الجنوبية للبلاد مقارنة بأكثر من (23) عاماً هي عمر الحكم الشمولي هناك في فترة التشطير والذي لم يترك أي انجازات وطنية أو تنموية يسجلها له التاريخ أو يذكرها الشعب، بل على العكس كانت حقبة مأساوية مظلمة من القتل والدماء والتخريب والدمار والذي مثل أيضاً الإرث الثقيل والمضني للشعب ودولة الوحدة، والتي دفعت الثمن والجهد الكبير من أجل التخلص من ذلك الإرث بإقامة مشاريع التنمية وترسيخ مبادئ الأمن والاستقرار وإزالة آثار تلك الحقبة السوداء وشبح كابوس التشطير والتجزئية والتشتت. كل المخلصين الشرفاء من أبناء وطن الثاني والعشرون من مايو 1990م يدركون تمام الإدراك أن الوحدة مثلت منذ إعادة تحقيقها وعبر عمرها القصير لتنقل اليمن إنساناً وأرضاً إلى آفاق التطور والبناء والإنماء والرقي والتحضر من تلك الحالة المزرية والمضنية والحالكة السواد التي كنا عليها قبل قيام وحدتنا الخالدة المجيدة.. وما أعظمها من نقلة كبيرة ونوعية حققها شعبنا الوحدوي الأبي ووطن الثاني والعشرون من مايو 1990، من الظلام إلى النور ومن الضعف إلى القوة، ومن التخلف إلى التطور، ومن الانغلاق إلى الانفتاح، ومن الصراع إلى الوئام، ومن التشتت إلى التلاحم. تلك النقلة التاريخية التي حققها الوطن الموحد ووثقتها الأرقام، كانت من الطبيعي أن تتعارض ولا تتوافق مع أعداء الشعب وأعداء الوحدة وأعداء النجاح، ممن سلبتهم الوحدة مصالحهم الأنانية الضيقة، وأغلقت عليهم أبواب العمالة والارتزاق والمتاجرة بالوطن وبالشعب وبمقدراته العظيمة، لذلك ليس بغريب أن نجدهم اليوم لا يزالون على نهجهم المريض في مناصبة دولة الوحدة العداء بإشاعة ثقافة الكراهية والفتن والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد مستخدمين في ذلك الكذب والنفاق والتدليس والاستقواء بأعداء الوحدة من حملة أجندة الخارج، دون أن يدركوا أو يعوا بعد – رغم سنوات الوحدة العشرين، أن الشعب اليمني المتمسك بوحدته الخالدة المدافع عنها بالأرواح والدماء وكل غالٍ ورخيص، لن تنطلي عليه خزعبلات المتآمرين والمغامرين بالوطن والوحدة وقادر أن يعيد عجلة التاريخ بذات الدروس والعبر في التمسك بوحدته والدفاع عنها، وهو الأمر الذي لم يستوعبه أولئك الموتورين والمسكونين بالهواجس والمرض حتى اللحظة. نعم لا جدال البته في أن الوحدة اليمنية العظيمة الخالدة وجدت لتبقى ولن تنال منها العواصف والأمواج والرياح والأنواء، كما أثبتت ذلك في أكثر من محطة في تاريخها القصير بسنواته، الكبير بمنجزاته ومعانيه العظيمة ولن ينال منها أعداءها، لأن كلمة الشعب هي الأقوى والأمضى .. وهي الفصل بين الحق والباطل. ان شعبنا الوحدوي المخلص والذي أعاد وحدته وحافظ عليها وتمسك بها مقدماً في ذلك الشهداء والدماء الزكية رخيصة يدرك أن وحدته اليوم وهي تدلف إلى عقدها الثالث صارت أكثر قوة ومنعة مما مضى، لكنه يدرك أيضاً بنفس القدر أن وحدته لا تزال تحدق بها المخاطر والتحديات الكبيرة ، لذلك وجب على الجميع أن يقف صفاً واحداً وجبهة وطنية عريضة كالعهد به من جديد في مواجهة كل أعداء الوحدة ودعاة الانفصال والتشرذم والتشتت، حتى ايقافهم عند حدهم والقضاء عليهم نهائياً وإلى غير رجعة لتبقى الوحدة اليمنية ثابته راسخة في أذهان الأجيال.. ليذهب أولئك الأقزام إلى مزبلة التاريخ بدون رجعة وغير مأسوف عليهم.