اليوم الشكر والحمد لله رب العالمين، يوم أنعم الله فيه علينا معشر اليمانيين بأن وحدنا روحاً وجسداً، بشراً ومكاناً، ليخرج الراكب وغير الراكب من صعدة إلى حضرموت, فلا يخشى إلا الله وحده، لا شريك له، فلا حدود ولا قيود، ولا جوازات ولا بطاقات، ولا مكايد ولا حروب ولا مؤمرات. اليوم يوم الحمد لله رب العالمين على أن وصل أرحامنا وجمع شملنا بعد أن ذقنا مرارة الانتظار وعذابات الكفار ولؤم الفجار ومكر الأشرار وعشنا حروباً وأهوالاً مفزعات لم تبقِ ولم تذر، اليوم والحمد لله على ذلك ائتلفت القلوب وتوحدت المصالح وانطلق اليمانيون فرحين، مستبشرين بنصر الله، ذاكرين تضحيات اليمن بأعز رجاله وأكرم أبنائه الذين سقطوا فداءً لأغلى أمنية وأقدس هدف: الوحدة اليمنية. إن مناسبة 22 مايو من المناسبات العظيمة والجلى والأغلى في تاريخ شعبنا اليمني الواحد، مناسبة إن ذكرت بالخيبة والتعاسة والشقاء فلذلك المستعمر الجبان الذي جاء من وراء البحار، ليسرق خيرات اليمنيين ويدوس كرامتهم ويذل عزتهم ويهدر دماءهم ويرمي الأحرار منهم في غيابات العدم وظلامات السجون، يوم يشعر فيه إبليس مرة أخرى بعد يوم عرفة بالصغار والمهانة ترهقه ذلة ما بعدها ذلة, ويجلله عار وشنار لأنه ظل فترة في اليمن طويلة، يعبده أذنابه من الذين يحبون أن يعيش أبناء اليمن منقسمين ممزقين أقزاماً صغاراً، تطحنهم الحروب مرةً بعد مرة ويشتت أوصالهم رصاصات الهوان وصاعقات العار. لو كنت عالماً مجتهداً لأصدرت فتوى تطلب إلى كل يمني أن يصوم هذا اليوم شكراً لله وحمداً على ما أولانا من نعمة (اللُحمة) والرحمة، والمودة والمحبة واجتماع الشقيق والصديق، وذهاب الكرب والضيق. إن الله يمنّ على عباده حين وحد شملهم وجمع ما تفرق منهم بقوله تعالى: ( واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) وليس هناك نار أكثر من نار الفرقة والعداوة والبغضاء في الأسرة الواحدة. كانت الوحدة اليمنية غاية أحرار اليمن على مر العصور وكرّ الدهور، فتحقق لليمن وأبنائه هذا الهدف الأعظم واجتمع الشمل الأكرم.. ألا وإننا ننكر ما حصل من تأخير لانسياب نعمة آثار الوحدة على كثير منا، إذ استأثر الظالمون بكل روافد الوحدة وخيرها، غير أن شعبنا بإصراره وجهاده يسير الآن في طريق أن ننعم جميعاً بخير الوحدة وظلها وأكلها الدائم، فالحمد لله ر ب العالمين وشكراً لنصره المبين، أن نعيش هذا اليوم وكل يوم نعمة الوحدة المباركة المكرمة.