إن التحول من اللا دولة الى دولة النظام القانون لا شك مهمة صعبة، وتتطلب المزيد من الوقت ومزيد من العمل وتكاتف الجهود، إذ أننا بحاجة الى ترميم خراب ثلث عقد من الزمن، لكن هناك ظواهر هي بوجهة نظري مستعجلة ومقدور عليها وهي بحاجة الى تكاتف الجميع، إذ أن هذه الأعمال تسيء لنا كمجتمع وكمواطنين وكقبائل وكمدنيين وكعسكريين ومن أهم هذه الظواهر ظاهرة التقطع. إن ظاهرة قطع الشوارع العامة سواء داخل المدن أو تلك التي تربط المدن ببعضها ظاهرة جديدة وغريبة على اليمن، صحيح لدينا مشكلة التقطع من زمان لكن بين القبائل وفي القرى وليست في المدن ولمطالب سياسية أو جنائية من الدولة نفسها، وهي ببساطة من لديه مشكلة شخصية أو أن قريباً له اعتقل لاشتباه او تحقيق او قام بجرم لدى اجهزة الدولة قام اقرباؤه بقطع طريق عام وابتزاز الدولة وعرقلة حركة السير وضياع مصالح الناس.. جريمة وتعدٍ على الوطن أن كل من له طلب او فقد شيئاً من مصالحه ذهب وقطع الشارع وكأننا في قرية صغيرة لا دولة ذات تاريخ عريق وحضارة عظيمة ... هذا غير مقبول وغير معقول فيا قبائلنا يا شباننا يا شيوخنا اليمن عرفت المدنية والحضارة والدولة منذ آلاف السنين فلا تنسفوا تاريخنا و حاضرنا ومستقبلنا بمثل هذه التصرفات الرعناء والأعمال الهوجاء.. ثم من المتضرر من مثل هذه الأعمال أليس هو أنا وأنت وأخي وأخوك وابن عمي وابن عمك..؟ ذاك يريد اسعاف قريبه ،وذاك لديه عمل هام ، وهذا لديه سفر، فما ذنب هولاء تقطع طريقهم، وتؤخر أعمالهم وتعرقل ارزاقهم ، فهلا اتقينا الله في انفسنا وشعبنا.!! يا من يلجأ الى هذه الاعمال نناشدكم الله والرحم إلا تركتموها، وإن كان لكم مطالب حق فتوجهوا الى القضاء وإن لم ينصفكم القضاء، فاعتصموا أمام مؤسسة حكومية أو بيت مسئول طالبوا حقوقكم بطريقة حضارية سلمية مشروعه.. اليمن أيها اليمنيون لم تعد تحتمل مزيدا من تصرفات رعناء من قبل البعض منا ،اليمن في مرحلة صعبة وحرجة وهي بحاجة الى تعاون كل فرد من أبنائها، بحاجة الى حكمة الشيخ الكبير، وهمة الشاب وطموحه، لا إلى معاولكم التي تهدم لنا ما تبقى منها، اللهم احفظ لنا اليمن واهد كل ابنائها الى الحق والصلاح والاتحاد ... أعرف ويعرف الجميع أن جزءاً كبيراً ممن يقطعون الطرق الآن ويثيرون الزوبعة هم من بقايا النظام السابق، وممن تضررت مصالحهم الذاتية بزواله، ولهؤلاء الذين لا يعرفون الوطنية إلا من خلال ما يصلهم من اعتمادات وهبات نقول لهم : اتقوا الله في هذا الوطن ألا يكفيكم ألا تدعوا شيئا لمستقبل ابنائكم .. الثورة المباركة كانت بمثابة محك حقيقي وغربال ظهرت فيه سوءات قوم وأظهرت أيضا اصالة منبت آخرين، فالكثير من هؤلاء كان يعتبر نفسه من المشايخ والعقال وكان يظهر بمظهر المصلح والشيخ العادل، ولكن أتت الثورة وكشفت كل مستور وأظهرتهم على حقيقتهم لمن لم يعرفهم طبعا ، وبينت المصلح من المفسد الوطني ممن يدعي ذلك إدعاءً .. أخيرا على الرئيس هادي وحكومة الوفاق واجب في مربع مستعجل وهام وكل الشعب معهم وهو استعادة هيبة الدولة ووضع حد لهذه المهزلة، ونحن نعذرهم بعض الشيء ونعلم أن الحمل كبير والتركة ثقيلة، ولكن هناك اشياء لا تتطلب سوى الجدية والمتابعة والحزم والاتكاء على قوة الثورة والشعب. لنبني سوياً يمناً جديداً حراً خالياً من التقطعات وسياسة دفع الهبات وكل ذلك - إن شاء الله- سيتحقق إذا اخلصنا النيات وبدأنا بأهم الأولويات وهي إعادة هيكلة الجيش ولم شمله بعد الشتات.. اللهم حقق لنا ذلك يارب.