وأنت تقتل مئات الأبرياء بدم بارد وقلب ميت، تذكر مئات الأسر التي فجعتها وقهرتها وأبكيتها دماً بدلاً من الدموع. وأنت تشاهد أمّاً ثكلى تفتش عن ابنها بين الأشلاء، تذكر أن الدنيا أهون عند الله من فجيعة هذه الأم بولدها. وأنت تصدر أوامرك دون ثقة بالإجراءات الأمنية، تذكر أنك تلقي بالناس إلى التهلكة. وأنت تتساءل بأسى وحيرة أين ذهبت الحكمة اليمانية والإيمان اليمان؟ تذكر دورك في استعادتها. وأنت تنأى بحزبك أو مذهبك وتتبادل التهم مع أقرانك، تذكر أن الدماء لن تجف في بلد لسان حاله هذا مؤتمر وهذا مشترك وهذا حوثي وهذا حراك وهذا سلفي... وأنت تعتم على نتائج التحقيقات، دون اطلاع الرأي العام عليها تذكر أنك تسمح بالمزيد من المآسي. وأنت تندب حظاً عاثراً في سياسة أو اقتصاد، تذكر مئات الأمهات ابيضت أعينهن من الدمع. وأنت تغض بصرك وتنسى، تذكر أن آلة القتل عمياء كلما ظننت أنها ستنقضي أو تحسم، تتمادى أكثر فأكثر. وأنت ترى أشلاءهم تتناثر أمام العالم، تذكر أن الله لا يحب المفسدين. وأنت تبكي وتحزن وتتألم وتنسى، تذكر أن الله يمهل ولا يهمل، لا يغفل ولا ينام. وأنت تعجز عن كفكفة دموع أب تورم قلبه ووجهه حزناً وكمداً على ابنه الذي لم يمر سنة على زواجه، تذكر أن الله الرحمن الرحيم القوي الجبار المنتقم. وأن تشاهد دماء الناس تسيل أنهاراً وكأنها ماء، تذكر أن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم. وأنت تشاهد ما يحدث في اليمن، تذكر ما حدث في العراق. وأنت تتذكر الضحايا الذين ذهبوا، تذكر أن عجزك عن مواجهة الفتنة يعني سقوط المزيد من الضحايا. وأنت ترى الأمم من حولنا في صناعات وعلوم وطب واختراعات ومعامل واقتصاد، تذكر أين كان العرب وأين أصبحوا؟ صناعة الموت وقتل الأبرباء والصراعات والتمزق الاجتماعي والمذهبي. وأنت تتظاهر بما ليس داخلك، تذكر أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأن الله لا يهدي كيد الخائنين. وأنت تتألم بصمت، تذكر أن لك رباً ليس بينه وبين دعوة المظلوم حجاب. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي..