إعلان الوحدة كان بمثابة ميلاد جديد لليمن الطبيعي فالمتغيرات التى رافقت الوحدة فرضت واقعاً جديداً لن يكون بمقدور النظام التغلب عليه , فالوحدة جلبت معها التعددية السياسية وثقافة الحقوق السياسية والحريات السياسية ومثلت تلك العوامل أدوات الصمود النضالي ضد كل الممارسات المنافية للدستور والقانون , وبتلك الأدوات تشكلت مفاهيم النضال التشاركي لصناعة المستقبل وبذلك يمكن القول إن الوحدة بأدواتها قد انتصرت اليوم وسقطت أمامها مشاريع التوريث والتأبيد والانفراد بالسلطة , وما الثورة الشعبية السلمية إلا ثمرة من ثمار الوحدة , وصنيعة من صنائع أدوات الوحدة وبفعل الواقع الجديد الذي جاءت به الوحدة خرجت كل الطاقات الوطنية السياسية والفكرية والثقافية من تحت الأرض ومن داخل الغرف المغلقة إلى العمل العلني بمشروعية دستور الوحدة وثقافتها الوطنية , صحيح أن القوى السياسية خاضت صراعاً محموماً أول الأمر لكن ثقافة الوحدة وأدواتها انتصرت على عوامل الصراع وجسد ذلك الانتصار أول ضربة في خاصرة النظام الذي يتجه نحو ابتلاع الوحدة والفتك بمضمون ادواتها والإبقاء عليها شكلاً بلا مضمون , وما فتئ الزمان يدور سريعاً حتى نضجت الأفكار وتطورت آليات العمل , فتضافرت الجهود وتشابكت الأيادي , في مواجهة الأخطار المحدقة بالوطن وتوجت تلك الجهود باصطفاف وطني وشعبي لإنجاز عملية التغيير والسير نحو التحول الديمقراطي والدولة المدنية وها هي الوحدة اليوم وغداً تحقق انتصارها على أصحاب المشاريع الشخصية والأسرية والجهوية , انها تنتصر بصمت وكبرياء برغم كل الضربات القاسية إن سر قوتها أنها مشروع شعب وأمة يتجه نحو تجسيد القيم الإنسانية المدنية ليحقق بها المساواة والعدالة الاجتماعية وصون الكرامة الانسانية , فإلى الأمام يا وحدتنا المباركة.