تباشر الفنانة الإماراتية “أميرة” تجربة محفوفة بقدر كبير من التجريب الجميل، وبالتوازي مع استخدامات متنوعة للأحبار، والأكريلك، والزيت، وغيرها من المواد. وفي أُفق مُتّصل نتوقّف معها على تجارب لونية مُستقاة من هارمونيا الغنائية البصرية واضحة الملامح، فالّلون الأساس سيّد الموقف عند كل تنويعة تشكيلية لونية، كما أن التجريد الغنائي يتواصل مع قدر كبير من الحفر على جدار المعاني مُتعددة الأوجه، مما نلمسه في اشتغالاتها المُتنكّبة لمشقّة العمل المتواصل، بحثاً عن تأصيل الفكرة، واستغراقاً في ضنى العمل الفني ومتاعبه الجمة. البُعد التجريدي في تجربة الفنانة يستمد روحيته من تأسيس أكاديمي بمعهد الفنون بالشارقة، ولا يخلو هذا التأسيس بطبيعة الحال من استكناه للتعارضات اللُّونية، والمنظور البصري، والتكوين المتماسك، بالإضافة إلى دربة الخطوط المُتعرجة حيناً، والثابتة في تراتبها أحايين أُخرى. وإلى ذلك نُشاهد في تضاعيف أعمالها ما يمكن تسميته بالسهل المُمْتنع، استناداً إلى القيمة التناغمية البصرية التي أسلفنا الحديث عنها، بالإضافة إلى التركيز على الحامل اللّوني الأساسي الذي يميد بالعمل الواحد صوب غايته الجمالية. تبقى كلمة تتعملق بالبُعد السيكولوجي لنصوصها البصرية، وهو بُعد يستلهم التنويعات من خلال تقلبات النفس، وتعرجات المشاعر، التي كتلال الرمال أو كأمواج البحار في تحولاتها، ولهذا يمكن ملاحظة الإضفاءات اللونية “ شبه الكولّاجية” التي تشي باستخدام الأحبار. تلك هي تجربة الفنانة أميرة، أُقدمها بكلمات مختزلة ، رائياً “للما بعديات”، وما وراء الماثل التجريبي، حال وصولها إلى الإسترخاء الفني، ولا أنسى قبل الختام الإشارة إلى أن الفنان اليمني المخضرم محمد جعفر مولى الدويلة كان له فضل التأسيس المهني لهذه الفنانة، وغيرها كثيرون، ممن تتلمذوا على يديه.