عند مدائن اللهفة....دعينا نحلق معاً...ونستمطر غيمات الشوق المسافر ببراري الروح....نمطر على هذا الكون الذي بات ملطخاً بدماء بني البشر... أتدرين يا نبض أصابعي حين تنسابين على الورقة البيضاء لتكتبيني...وتحملين رسائلي إلى مدنٍ أرهقتني ....وأغرقت أهدابي بالشجن والحزن الذي استوطن أعماقي....!! أشعر لحظتها أنني قديّسة تنثر صلواتها البيضاء ....وأميرة بجمهورية الحرف....ومملكة الصباح....وإمبراطورية الشعر.... فَلِمَ أنتِ الآن تقيمين في مدن الجليد والصقيع....والحزن المغلف بالصمت الذي أخرس رعشات المدائن الحرّى.....؟؟!! هنا تراودني همسة قصيدةٍ..... تحلّق بي إلى عوالمٍ ساحرةٍ أرغبُ أن أعيش لحظتها وتزلزل كياني ....لحظة هي الجنون بذاته ....بل القصيدة التي لم أكتبها بعد...ولم يحلم بكتابتها شاعرٌ قبلي أو بعدي....لحظة تتركني عند مساقط الضوء....وجنون عبقر....لحظة تحلّق في مدائن الأبجدية التي لم تُكتشفُ بعد...ولم يسبقني إليها أحد.....!!عُذرآ...يامعذّبتي إنني امرأةٌ من حروف يسكن أعماقها بركانٌ من الكلماتِ الملتهبة....في دفتر الأشواق...المحلقة في فضاءات القديسين والأنبياء..... ولأن روحي تهوى التمرد على معاقل القبيلةِ البلهاء...!! لذلك سأحتفي برعشتك الحرّى حين تغمرني بالدفء .....وتغسلُ عني الحزن لتهطل على حروفي أمطار مساءاتك الدافئة والمعتّقة بنبيذ الشجن المستحم بصلوات القصائد المنبجسة من أصابع الحروف البيضاء...وأفتح لرعشتك المجنونة مدائن وأحراش وحقول قلبي البكر....وروحي المتقدة بالحلم الإنساني الخالد.... هنا عند خيمة القلب .....أنتظرك أيتها الرعشة البيضاء... فتعالي لنمطر معاً على حقول الأبجدية والعالم اليباب. [email protected]