الكيانات (المؤسسية) المغلقة والمسورة بحيطان وأبواب من البشر “الخشبية” لا تنتج إبداعا ولا تفعل عملاً .. لأن صيرورة العطاء الإنساني والإنتاج الخلاق تقتضي علاقات عمل شفافة ومتناسقة ومتكاملة, بتضافر الجهود الجماعية والفردية وتفاعلها , ولا يجب أبداً ان تعيش هذه الجهود والقدرات – كما عاش ابن خلدون في عصور الانحطاط – على هامش الحياة .. والكيان (المؤسسي) المزعوم نجد أن العناصر المتربعة عليه خاوية .. بل هي عبء ثقيل على كاهل الناس , تخنق عطاءهم وتحبس أنفاسهم وطاقاتهم.!. وإذا كان مثل هذا الحال هو مثلبة .. فإن المثلبة الأعظم هو أن تسمع كلاماً لا ينقطع عن التحول النوعي ولا تجد له تعبيراً عملياً على أرض الواقع ..! البناء المؤسسي .. “برلمان” حشدنا له من هب ودب وصار عبئاً بدلاً من أن يكون إطاراً مؤسسيا لتخفيف الأعباء..! (ومجلس استشاري) يضج بجيش من المتقاعدين ويحتاج إلى من يشير إليه (ومجالس محلية) ما يقارب ثلث سكان البلاد ..! وكأنها هياكل لإغراق الناس في متاهاتهم الأبدية ..! وهناك مؤسسات وكيانات تتزاحم وتتناطح بتكويناتها ورؤسائها وأفرادها .. وطبعاً كلها لتجسيد مفاهيم “البناء المؤسسي”..! من أين نبدأ ؟! إنه سؤال , أنا لا أملك جواباً عنه ما دمت لا أعرف إلى من يرجع السؤال ..! السؤال عن الخطوة الأولى والخطوات التالية .. ليس في الزمن , إنما في المنهج .. وفي المنهج النقيض لمراحل الفوضى والاستبداد والعشوائية الذي ننشده في “البناء المؤسسي” ما دمنا على طريق بناء دولة مدنية حديثة .. دولة مؤسساتية عصرية ..! ولكن كيف يمكن لنا ذلك اذا لم نتحرر من المحسوبية والحسابات الضيقة التي هي سبب هذه اللخبطة والفشل المشين.. وأظننا في دولة النظام والقانون, وبعد أن نرسخ الوحدة ونؤسس للنهج الديمقراطي, لم نعد بحاجة لأي حسابات او توازنات , بلا أي منطق. وعلى قيادة الوطن والدولة إعادة النظر في هذا النهج العبثي وتصحيح أوضاع مؤسسات الدولة وتطهيرها من هذا الركام المتخلف .. والاستغناء عن المؤسسات الوهمية والجحافل المحشورة فيها التي كان إنشاؤها وحشر الناس فيها لحسابات ضيقة تقوم إما على الانتقام والتخلص من أشخاص او لمراضاة أشخاص آخرين .. ومن هنا يجب ان نبدأ.!. [email protected]