أي بؤس أكثر على الإنسان من أن يرى حاله مهمشاً محروماً من أبسط حقوق المواطنة.. ومن أن يرى الباطل فاضحاً وقحاً يتعسف كفاءته واستحقاقاته وحقوقه المشروعة من الوظيفة والمعاش الذي يؤمّن له ولأسرته حياة كريمة..؟! الحالة الميلودرامية المؤسفة التي يعيشها الزملاء الأعزاء في قناة عدن الفضائية وصلت إلى درجة من البؤس والحرمان لا يمكن السكوت عليها..! ولا يمكن لأهل النفاق أن يواصلوا دفاعهم العبثي عن الفشل والفساد وانعدام المعايير الوطنية في التعامل مع الناس وإحلال محلها المعايير المناطقية والقبلية والحزبية بصورة فجة وقبيحة. إننا إذا تمادينا في هذا الصمت سنفقد الكلمة شرفها وننتزع من الحرف معناه وقيمته ونطيح بمصداقية المهنة وتصبح الحقيقة مفترى عليها وسط السيل الجارف من التضليل والنفاق.! وفي مواجهة الحال المؤسف من شظف العيش والإهمال الذي يعانيه الزملاء في قناة “عدن الفضائية” فإن علينا أن نتصدى بحزم لمعايير المحسوبية المقيتة أو المعايير الضيقة التي تتعسف الانتماء الوطني وتجعل المرء يشعر أنه أقل من الآخرين.. يقول أحد الزملاء في القناة: إن معاشه 25 ألف ريال..! تخيلوا.. أية روح إبداعية ننتظرها من هذا الزميل..؟! وكيف يستطيع أن يواجه أعباء الحياة وغلاء المعيشة وهو يتساءل قائلاً: كيف أفتح بيتاً لأسرة مستقرة..؟! كان الزميل فؤاد الشميري قد اتصل بي للمشاركة بالحديث في برنامج (ماذا بعد) الذي بثته قناة عدن الفضائية مساء الخميس الماضي وتناول واقع المؤسسات الإعلامية, غير أن الظرف الزماني والمكاني لم يساعدني. ومن خلال متابعة هذا البرنامج وحديث عدد من الزملاء في القناة اكتشفت ذلك الخلل المؤسساتي والحقوقي وكذا الإهمال والتسيب الذي يضرب المؤسسات الإعلامية وقناة عدن الفضائية بالتحديد، وشعرت بأن واجبنا الوطني والأخلاقي يفرض علينا أن نرفع صوتنا تضامناً ودعماً للزملاء في هذه القناة العريقة.. وأن واجبنا أن نتفهم مكابداتهم التي لا يقرها شرع ولا عرف.. وأن نقف معهم في خندق واحد.. وأنا من هذا المكان أعلن تضامني مع الزملاء الأعزاء في قناة عدن وأرفع صوتي لرفع المعاناة عنهم التي أوقعتهم فيها ممارسات القوى المتنفذة والحاقدة التي لاتزال تصفي حساباتها المريضة بمعايير سياسية أو مناطقية أو قبلية ضيقة وغير شريفة.. وإلا كيف نفهم هذا التهميش والإقصاء والحرمان المفروض على الزملاء في قناة عدن والتسبب والإهمال الذي يكتنف هذه المؤسسة الإعلامية العريقة..؟! هذه مسؤولية وطنية تقع على معالي وزير الإعلام بصورة مباشرة، كما تقع على عاتق رئيس الوزراء والحكومة بشكل عام.. ننتظر استجابتهم السريعة دون إبطاء..! [email protected]