تغير أداء الفضائية اليمنية على ما عهدناه ولو أن هذا التغيير ليس الذي نأمله من قناة إعلامية رسمية ملك الشعب على العموم نأمل في المستقبل أن نرى الفضائية اليمنية بشكل جديد في كل شيء.. في رسالتها الإعلامية وفي التجديد والإبداع والمنافسة.. وليس هناك مالا يجعلها كذلك إطلاقاً أولاً من قناة رسمية مدعومة من الحكومة وثانياً أن الفضائية تعج بالمبدعين الشباب المؤهلين القادرين على العطاء والإبداع والمنافسة فقط لو تم إصلاح وضعها الإداري من الداخل وقلع جذور الفساد النابت فيها ولكي لاتصبح هذه المقدمة مقالاً منفصلاً غير مرتبط بنص الحوار الآتي أقول: كان لزاماً علي أن تكون هذه التوطئة كمقدمة للحوار.. فمن ملامح التغيير في الفضائية البرنامج الرائع “ملفات ساخنة” الذي يطمئننا أن هناك خطوات جادة لإعادة الإعلام الرسمي المرئي إلى مساره الصحيح.. “برنامج ملفات ساخنة” برنامج يعرى الفساد ويفتح نوافذ الضوء والحقيقة على أوجاع الوطن وهموم الناس.. ولذلك نحن اليوم في صفحة فنون الجمهورية مع أحد طاقم هذا البرنامج وهو مقدم البرنامج الأستاذ صدام حسن.. دردشنا معه وكانت الحصيلة هذا الحوار.. أهلاً وسهلاً بك ضيفاً على صفحة فنون الجمهورية.. - أهلاً وسهلاً أخي محمد وأهلاً بهذه الصحيفة الرائعة والعريقة. دائماً البداية تعريفية للقارئ فمن هو صدام حسن المذيع والإنسان؟ - صدام حسن من أبناء مدينة حيس محافظة الحديدة، ومتزوج ولي من الأولاد إيلاف وهيثم. إنسان تهامي بسيط أعشق اليمن وأحب اليمنيين. خلال مسيرة الثورة أين كنت مما يحدث من حراك ثوري كبير في بلادنا طيلة أكثر من سنة وكإعلامي؟ - خلال مسيرة الثورة كنت جاهداً أسعى إلى الحياد كإعلامي في قناة اليمن ولكن تفاجأت بأن لامكان لي في قناة اليمن لذا تم استبعادي من برنامج المشهد اليمني لأني لم أتحيز إلى أي طرف وتم إعداد تقارير أمنية من بعض أصحاب النفوس المريضة التي كانت تقود التلفزيون في تلك الفترة لكن ظللت أمارس العمل مذيعاً للأخبار في قناة اليمن باعتبارها قناة اليمنيين وكنت متفائلاً وعندي قناعة أن التغيير سنة كونية وإلهية لابد أن نحترمها. ولذا فضلت أن أجلس في بيتي وأعتزل الجميع وأحرص على عملي لأني لست تابعاً لأحد. كيف تنظر إلى الواقع الآن؟ - الأمر الآن يسير في طريقه الصحيح لأن اليمنيين اثبتوا أنهم عناوين الحكمة ومتفائل جداً بما تسير إليه الأمور في اليمن وأتمنى أن يبتعد خفافيش الظلام إلى الأبد وأن يتركوا السفينة تبحر في طريقها لإخراج اليمن إلى بر الأمان. بصراحة كيف تنظر إلى الدور الإعلامي لقناة اليمن في الماضي خلال السنوات الماضية هل كانت بمستوى الرسالة الإعلامية كقناة رسمية من حيث برامجها وأدائها الإعلامي ككل؟ - حقيقة أقتصر دور قناة اليمن فيما مضى على التلميع وتحسين الأمور ولم تقم بالتركيز على مكامن الاختلال والفساد الذي يفتك بالوطن والمواطن ولو نهجت النهج الصحيح لما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه الآن وأنا لا ألوم الإعلاميين ألوم المسئولين المعتقين والمتخلفين وأصحاب الأفق الضيق الذين تعودوا على قول«الأمور سابرة والوضع تمام» لذا أنا سعيد جداً أنه تم التخلص من تلك القيادات الإعلامية المريضة والسلبية أما ما نلحظه الآن فهو السير على الطريق السليم. على صعيد عملك في قناة اليمن الفضائية من قبل هل كنت تشعر أنك مقيد.. أقصد لا تستطيع أن تبدع من خلال تقديم أفكار برامجية جديدة ومميزة؟ - أكيد مقيد جداً لأن الإبداع لم يكن هو الملمح العام لقناة اليمن فقد تم تغييب الإبداع وتهجير المبدعين من القناة بفعل الحزبية والمناطقية والشللية و..و.و..و.. قلت تم تهجير المبدعين من الفضائية اليمنية لأسباب حزبية أو مناطقية.. يعني المعيار هو القبلية والمناطقية؟ - المؤهل طبعاً في آخر أولويات القيادات المعتقة ولك أن تتخيل الوضع في ظل قيادات إعلامية غير مؤهلة. أين تجد نفسك في التقديم الإعلامي في البرامج الترفيهية الميدانية أم في البرامج السياسية الحوارية؟ - أخي العزيز أنا أسعد كثيراً للبرامج التي تلامس هموم الناس وتتحسس معاناتهم وتكون قريبة منهم أكثر أشعر حينها بالسعادة حينما أسمع صوت المواطن يصل لكبار المسئولين. هل قدمت أفكاراً برامجية من هذا النوع أقصد التي تلامس هموم الناس ومعاناتهم ولم تلاق القبول؟ قدمت العديد من البرامج لكنها لم تلق القبول. برنامجك ملفات ساخنة حظي بمتابعة وإعجاب الكثير كيف بدأت فكرة هذا العمل الإعلامي الرائع؟ - البرنامج حقيقة فكرة الزميل سمير خليل مخرج البرنامج وقد تم إسناد تقديم هذا البرنامج إلى مجموعة من الزملاء لكن في نهاية المطاف تم اختياري لتقديم هذا البرنامج وهي مهمة صعبة في ظل مرحلة لم يستوعب فيها المسئول والمواطن الدور الحقيقي الذي ينبغي أن يلعبه الإعلام. أول مرة ربما يفتح الإعلام الرسمي المرئي مثل هذه الملفات الكبيرة المتعلقة بالفساد؟ - أكيد خاصة ملفات نهب الأراضي التي باتت تؤرق المواطن لكني قلت بأن مهمة تقديم البرامج صعبة وأشكر الزملاء الأعزاء الذين ساعدوني في ذلك وهم كثر وأخص منهم سمير خليل وعبدالعليم الزمر وخليل القاهري والمصورة كريمة التركي وآخرين ولا أنسى الدعم المقدم لي من الأستاذ العمراني وزير الإعلام والأستاذ حسين باسليم رئيس القطاع. هل وجدت مضايقات جراء هذا البرنامج من أي جهة؟ - نعم رغم التهديدات التي تلقيتها بسبب ما نقدم في البرنامج من ملفات فساد نتناولها بجرأة إلا أنني استند إلى نقل الحقيقة واستند إلى نقل معاناة المواطن اليمني هذه الأشياء هي التي جعلتني أخوض هذا البرنامج دون خوف من أحد لأني أدرك جيداً أن الموت والحياة بيد الله سبحانه. ماذا يحتاج مقدم مثل هذه البرامج التي تتعلق بالفساد وفيها الكثير من الجرأة ماذا يحتاج من إمكانات ذاتية في القدرة والحضور في برنامج فيه مواجهة من أجل الحقيقة؟ - يحتاج إلى النزاهة والضمير الحي وأن يقدم مصالح الآخرين على مصلحته الشخصية إلى جانب أن يكون شجاعاً ومغامراً إلا أنه بلا شك سيواجهه العتاولة والمتنفذين وقطاع الطرق والفاسدين. ملفات ساخنة عبارة عن محاكمة للفساد لكن السؤال: هل نرى بعد البرنامج شيئاً على أرض الواقع أقصد متابعة للقضايا التي تم تناولها؟ - نعم بالفعل هناك ولله الحمد الكثير من القضايا والمواضيع التي طرحت ووجدت طريقها للحل وعلى سبيل المثال إقالة الفاسدين الذين تناولهم البرنامج وعودة بعض الحقوق إلى أصحابها... - الأهم من ذلك البرنامج طرح الكثير من القضايا التي كان التطرق إليها محرماً في عرف الفاسدين واستطاع البرنامج أن ينقل هموم الناس وتطلعاتهم. لديكم حسب علمنا حلقة عن الفساد في الفضائية اليمنية هذه سابقة أنكم تتناولون قضايا فساد الفضائية اليمنية حدثنا عن ذلك؟ - طبعاً المؤسسة العامة للإذاعة واحدة من القضايا التي سوف تطرح بقوة من قبيل جلد الذات كي نستطيع أن نتلافى أي قصور فيها هذه المؤسسة التي استشرى فيها الفساد. ما هي خططكم المستقبلية في هذا البرنامج؟ - والله نحن نطمح إلى الكثير في تطوير برنامج “ملفات ساخنة” ونسعى جاهدين إلى أن يصل “ملفات ساخنة” إلى كل اليمن. - لكننا نتفاجأ بعدم وجود الإمكانات التي تعيق أهداف وطموحات البرنامج وأتمنى من الجهات الرقابية أن تستفيد مما يطرح في البرنامج. ماذا يحتاج الإعلام المرئي اليمني الرسمي برأيك لكي يكون منافساً؟ - يحتاج إلى إدارة مؤهلة صاحبة كفاءة وخبرة وتعمل من أجل اليمن فقط هذا ما يحتاج إليه الإعلام الرسمي إلى جانب تطهيره من الفاسدين الذين شوهوا رسالته السامية النبيلة. لماذا برأيك لم نر الفضائية اليمنية لها حضور قوي في مجال الإنتاج الدرامي؟ - بسبب الفساد المالي والإداري أما المبدعون فهم كثر وموجودون ولكن بسبب الفساد والمفسدين أهمل الجانب الإنتاجي الإبداعي وهمش الكثير من المبدعين في الفضائية. كيف وجدت ردود أفعال الناس تجاه ملفات ساخنة؟ - طيبة والحمدلله والناس متفاعلون مع البرنامج وبإمكانكم تقصي الموضوع كونكم الأقرب إلى الناس. أخيراً هل بقي شيء؟ - بقي فقط أن أتوجه لكم بالشكر الجزيل ولصحيفتكم الغراء المنبر الإعلامي المتميز ووفق الله الجميع لما فيه خير الوطن ومصلحة اليمن.