المتابع الحصيف لبرنامج “ملفات ساخنة” الذي يبدع في تقديمه الإعلامي المتألق “صدام حسن” على شاشة الفضائية اليمنية “قناة اليمن” الرسمية. أقول إن المتابع لهذا البرنامج الساخن في مضمونه وقضاياه التي يطرحها يكتشف وبكل ذهول مدى المفارقات العجيبة والغريبة التي يضع البرنامج مشاهديه أمامها بكل شفافية وبمصداقية مهنية تجعل من المواطن العادي قبل غيره من طبقات المجتمع الأكثر فكراً وثقافة ومعرفة على قدر كبير لفك طلاسم الأزمة الحقيقية التي يعيشها وطننا الغالي اليمن ويعاني منها شعبنا اليماني الأصيل في كل ربوع اليمن. أقصد أن برنامج “ملفات ساخنة” جاء بمثابة “خارطة طريق” لكل مواطن يمني يبحث عن الحقيقة.. حقيقة معاناة شعبنا وأسبابها وشخصوها وكواليسها منذ قيام الثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر وحتى يومنا هذا مروراً بأزمة 2011م التي عاشتها البلاد والعباد، وها نحن اليوم في يمن ما بعد 21 فبراير 2012م مازلنا نعيش تداعياتها واستمرار مزايداتها ...إلخ. أعود فأقول: لو أن مثل هذه البرامج تجد المزيد من الدعم وإتاحة الفرصة لروح المهنية الصادقة التعبير عن مكنون معاناة هذا الشعب الذي تحمّل كثيراً وكابد كثيراً، ولكنه للأسف الشديد ما استطاع إلى الآن أن يستريح لأسباب عديدة أهمها أنه هو نفسه الضحية على امتداد عذاباته قبل وبعد الثورة، وأن جلاديه هم نفس الوجوه مع اختلاف بسيط في شكل عصا الجلاد فقط، أما جوهر ضنك هذا الشعب فإنه يبقى الذي تعرفه وزاد من فضح ملامحه الحقيقية للعوام خروج ملفاته من أعماق النفوس الملتهبة مثل هذا البرنامج الرائع الذي أتمنى أن يستمر في تناولاته على نفس النهج. فعلى سبيل المثال لا الحصر: قضايا الأراضي التي عانى منها الوطن والشعب من أقصاه إلى أقصاه يؤكد برنامجنا على أنها قضايا كادت تضيع في زحمة ضجيج الساحات الثائرة وقياداتها وحماتها البواسل أنصار الثورة الشبابية الرائعة، ولكنها وعبر شاشة اليمن الرسمية هاهي تتنفس بعض الصعداء ويعلو صوتها عالياً بإرادة لن تلين في التسامح مع جهابذة النهب والسلب للأراضي العامة أو الخاصة في محاولة ولو إعلامياً لفضح هؤلاء الجهابذة أياً كانوا لاسترداد الحقوق إلى نصابها وأصحابها وإن كان بعد حين.. وكأننا بهذه الملفات الساخنة قد جاءت لتقول بلسان السواد الأعظم من أبناء شعبنا إلى هنا ويكفي مزايدات مادمنا قد تجاوزنا يوم 21 فبراير 2012م بنجاح، لأن ثورة التغيير التي تعيشها بلادنا منذ بداية العام المنصرم لا تقبل أن تظل مثل هذه الملفات في أدراجها وللشعب الحق في أن يقف على الحقيقة كي يعبر منها إلى غده وقد مزّق عن وجوه التضليل الأقنعة وتحقق له ما يريد من الحق والخير والعدل والأمان. شكراً لليمن الفضائية على هذا البرنامج، وشكراً لكل طواقم العمل فيه، وشكراً لمقدمة صدام حسن، ومزيداً من هذه الإشراقات التي سوف تبدد بإذن الله تعالى كل الظلام والظالمين وتزيل عن عيون الشعب الغشاوة ليرى الأشياء واضحة على حقيقتها ثم يقرر مصيره.