بشرتنا هند الإرياني الناشطة في الدفاع عن سمعة اليمنيين بسبب القات ومعها خمسون ناشطاً أن هناك عدداً من المزارعين زرعوا اللوز وبدأوا يجنون أرباحاً أضعافاً عن أرباح وعائدات القات, ولم تذكر في أي منطقة حدث هذا, لكن التكهنات تشير إلى خولان وبني حشيش وعمران وحجة وربما ذمار وهي كلها مناطق جبلية ازدهرت فيها زراعة اللوز والجوز إلى جانب المشمش والخوخ والأعناب بأنواعها. وحقيقة فقد غمرتني السعادة بهذه البشرى وقلت في نفسي إن هذه الفتاة قد بدأت نشاطها منذ فترة بدءاً بالزيارات للمناطق إما بقرار ذاتي أو بدعوة من المزارعين الذين سمعوا عن نشاطها وجمع المعلومات عن تجربتهم الناجحة وما يمكن تقديمه للمزارعين الآخرين في المناطق المشابهة وحثهم على التحول نحو زراعة هذه الأنواع من المكسرات والأعناب والتوت والتفاح والتقليل من زراعة القات إن لم يمضوا إلى الأمام بقلع ما يستطيعون الآن وإحلال تلك الثمار محله لما لها من عوائد مادية تفوق ما يزرعونه من القات ومنافع صحية واقتصادية لهم ولليمنيين في أي بقعة من هذه الأرض الطيبة. وفي الموضوع السابق تعقيباً على ما جاء في المقابلة التي أجريت معها كنت أود الإشارة إلى الفشل الذي منيت به جمعية تعز لمواجهة أضرار القات بخلاف ما كنا نتوقعه من تجاوب شبابي ودعم رسمي ولو في أدنى الحدود, قد زاد من حزننا أن غالبية الناس قاموا في ما يشبه الثورة المضادة لتحركنا السلمي المتواضع والمتحضر المبني على وقاية مجتمعنا وفي المقدمة الشباب من التدهور الصحي الذي تسببه المدخلات الكيماوية التي انتشرت كالنار في الهشيم تهريباً واستيراداً قانونياً واستخداما عشوائياً مخالفاً للتعليمات المحددة في العلب والأكياس والكراتين من المصانع, فأصبحت لها أسواق ومحلات ظاهرة وسرية ويذهب المزارعون لأي مكان يسمعون أنه يملك ويبيع أنواعاً جديدة أكثر قوة عن سابقاتها في ترطيب وتلميع القات في عز الشتاء وبدون الحاجة إلى نصب مظلات واقية من الصقيع كما نشاهد في ذمار, اقصد مناطق المحافظة القريبة من المركز عند سفرنا وتنقلاتنا مع الموالعة والمضيفين لنا من الأقارب. فأينما يتجه الإنسان في تلك المحافظة يذهله النشاط المحموم بين المزارعين والمستهلكين الذين يفضلون الشراء بمناشدة من أطراف (الأحوال) بأي ثمن, فالمهم أن القات طري وأنه ذحلي, مع أن الذحل يعني الصدأ الذي يفتت الحديد مع مرور الزمن. وأنا من الآن أتمنى أن تفوز هند الإرياني وفريقها المشارك بجائزة نوبل على غيرتها الواضحة على سمعة اليمنيين وعلى جهودها في حماية الأرض من التخريب الكيماوي وبعث الروح الزراعية التي تميز بها اليمنيون ولم يتركوا جيلاً إلا وطوعوه من الأعلى إلى الأسفل بإقامة المدرجات للزراعة وتغذية مصادر المياه في السفوح والوديان فتنفجر العيون وتنبع المياه من بطون الجبال مثل جبال السدة في محافظة إب ولكنني لا أنتظر من منظمة الأغذية والزراعة الدولية ولا من لجنة جائزة نوبل أن تمنح هذه الناشطة الوطنية بكل ما تعني الكلمة جائزة أو نصف أو ربع جائزة لأنها لم تخرج إلى الشوارع وتسهر فيها وتدعو إلى العنف ضد من لا يمشي في مواكبها الراجلة المتحمسة إلى درجة الغليان والخروج على المألوف.