الاختبار أو الامتحان “تمرين يستخدم لتقييم المعرفة أو المهارات. يكون الامتحان غالباً عبارة عن مجموعة من الأسئلة أو المهام تعنى بتوليد تمثيل كمي يستخدم لتحديد ما إذا كان التلميذ يملك قدرات معينة أو يفهم معلومات معينة. يمكن استخدام الامتحانات لمقارنة الأفراد بالمجموعات, أو لتعزيز نمو الفرد ” والغش في الاختبارات “استقبال أو تسرب معلومات أثناء الامتحان, وهو استخدام مادة ليست من تعبير الشخص في الامتحان وهو عمل أكاديمي غير أخلاقي”. تهدف التربية عبر جميع برامجها وفلسفاتها ومناهجها وأنشطتها ووسائلها إلى غرس القيم الفاضلة التي ارتضاها المجتمع لتنمية الحس الإنساني “الضمير الاخلاقي” وعندما يختل التوازن في المؤسسات التعليمية, وتهتز قيمة الأمانة والصدق والثقة, ينحرف مسار تعليم الناشئة فكراً وسلوكاً ويتعرض هنالك المجتمع بأسره لخطر مؤكد، فالغش عموما هو محاولة سرقة أفكار أو ممتلكات أو أعمال من الآخرين عبر طرق غير مشروعة وهو سلوك مذموم يرفضه العقل والقانون والدين والمجتمع مما يستوجب البعد عنه عمليا. إن انتشار ظاهرة الغش باتت تقلق كل مهتم بالشأن التربوي ومن الأهمية بمكان رصد حجم هذه الظاهرة وتقليصها ومعالجتها بطرق متجددة، إن التراخي في أمر الأخلاق وتدني تطبيق القيم من الأمور التي تهدد دعائم التعليم إذا ما اعتاد الطلبة عليه وصمت المعلمون عنه. لم تعد ظاهرة الغش مشكلة إقليمية بل هي مشكلة عالمية متنامية قد تنمو في المدرسة وتمتد إلى الجامعة وتصاحب الفرد كقيمة حياتية أثناء أداء العمل، لذا يتوخى المربون الحذر من كل ما من شأنه إضعاف المخرجات التعليمية. إن الوصول إلى أعلى الدرجات وأرفع الشهادات وأسمى المناصب عبر الحيل الملتوية من أسوأ سبل الحياة ولها تداعياتها المخيفة على الحياة المجتمعية. ونظرا لأهمية التعليم وكثرة متطلبات الحصول على الشهادات العلمية وضعف الدافع للجد والاجتهاد يتوجه بعض الطلبة نحو التزوير والخداع للحصول على نتائج مرتفعة مما يولد منافسة غير شريفة بين الأقران. لقد باتت الامتحانات المقننة والموحدة تأخذ مكانة أكبر عالميا وأصبحت طرق الرقابة أكثر صرامة ووعيا ولكن رغم ذلك فإن تنوع فنون الغش واستخدام التقنيات الحديثة تجعل عدم الأمانة العلمية رائجة في الخفاء وتمارس بدهاء رغم العقوبات القاسية التي تفرضها اللوائح على المخالفين. أن يتعلم الطالب في المدرسة فنون الاحتيال وضروب الغش يعد تحدياً حقيقيا للمسيرة التربوية، فالمدرسة الحصن الآمن لاكتساب وتطبيق معاني الأمانة والصدق والخلق الرفيع. وبناء على ما سبق, تشكل ممارسات الغش عموما تحديا حقيقيا لمجموع الجهود المبذولة في عملية التنشئة الاجتماعية عموماً. إن الحديث عن قيمة وعمق الأخلاق يكون أكثر وضوحا في الواقع الذي يكشف التناقض الواضح بين ما نبشر به وبين ما نعيشه في حياتنا. إن المؤسسات التعليمية هي منارات لترسيخ القيم وفي الوقت ذاته تشهد ممارسات تتناقض وتتعارض مع أبسط معاني الفضيلة حيث التدليس والغش وصولا إلى الحصول على شهادات من غير بذل صادق. من الصعب إلقاء اللوم كله على المتعلم عندما يلجأ إلى الغش بل البيئة التربوية تتحمل كذلك نصيبا من النقد لأن المجتمع التربوي السليم هو المجتمع القادر على ضبط الفصل وإثرائه وتعليم وتدريب المتعلم كي يؤدي دوره بشكل لائق. إن حملة إحباط الفساد ومواجهة تدهور الأخلاق لا يمكن أن تحقق ثمارها دونما معالجة جادة لكافة صور ودرجات الغش والوهن لاسيما في ظل انتشار الأسلوب القديم في التعليم القائم على التلقين والامتحانات التي ترسخ الحفظ وتهمل الفهم وتعطل التطبيق ولا تلفت إلى صيغ التفاعل والاتصال والإبداع في الحقل التربوي. إن هيمنة الحفظ وغلبة الترديد والتذكر والسرد والتلقين في مجال التعليم أفقده حيويته في تنمية القدرات العقلية العليا وأفقد المؤسسات التعليمية فاعليتها في تهذيب الفرد وصياغة شخصيته على نحو شامل. والأسوأ من ذلك أنه أفرز نماذج تجيد فن “البراشيم” وتتقن صنوف الغش بدهاء وابتكار.