من المحزن أن تكون التلميحات بالعقوبات الدولية في كل مرة مدخلاً لتنفيذ الشرعية الداخلية التي تعتبر الأساس في الشرعية القائمة .حدث ذلك قبيل التوقيع من طرف الرئيس السابق علي عبدالله صالح على المبادرة الخليجية بعد مناورات ومناورات استمرت عاماً كاملاً وأسفرت عن مئات من الجرحى وعشرات من القتلى ، كما تكرر الأمر ذاته مع القوات الجوية ، وها نحن اليوم نشهد تسليم اللواء الثالث حرس جمهوري بعد مرور شهرين على قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي ، وقبيل انعقاد مجلس الأمن الدولي بيوم واحد ، وهو ما يعيد إلى الذاكرة ذات السيناريو البائس ، كما يجعل المستقبل محفوفاً بالمزيد من المخاطر والتداعيات السلبية المترافقة مع أقوال متقدمة يتبارى فيها فرقاء الشراكة الهشة بدون أفعال تترجمها . لم يعد من المقبول ولا المنطقي أن تصبح البلد برمتها مرهونة بقرارات التهديد الدولي وتدخلات الموظفين الدوليين وعطاءات الأشقاء في دول الإقليم العربي . خير لنا جميعاً أن نتخلى عن الرتب والألقاب العسكرية والحكومية إن كانت الدولة ستدار بهذا المنطق المقلوب ، وإن ظل الماضي القريب معيارنا للتوافق والمشاركة ، وخير شاهد على هذا الوضع المقلوب استمرار ذات الآليات البالية المركزية التي مازالت تحاصر الخدمات وإعادة تدوير أسباب الحياة ، فحكومة الوفاق الوطني مازالت مقيدة بذات الآليات الإدارية والمالية التي كانت سبباً في بلايانا وإخفاقاتها . الآن وبعد أن كان ما كان ليس أمام حكومة الوفاق الوطني سوى السير قدماً في ماهو متاح من إصلاحات إدارية ومالية ، ولا أرى أي مانع قانوني في أن يتم ترحيل الخدمات الحيوية للمحافظات بدلاً من تعليق البلاد والعباد بخطوط الضغط العالي الكهربائية المركزية المفارقة لمنطق العصر ، أو محاصرة الإشارات الإعلامية بمنظومات نايلسات وبدر 4 للأقمار الصناعية، والتي يتم دفع إيجارها السنوي من قبل المملكة العربية السعودية، ويمكن توقيفها في أي لحظة . مازالت حكومة الوفاق الوطني الحميدة تتمتع بفرص ناجزة لتحريك دولاب التغيير الحاسم لآليات الماضي القريب ، بما في ذلك مقارعة التجارة غير المشروعة ، وتجفيف منابع المال المأفون الذي يأتي دون جهد مع سبق الإصرار على استخدام أصول الدولة ، والإمعان في تسميم البشر باليوريا الزراعية المحرمة دولياً، وخمور البحار التي لا تختلف عن المخدرات، والمتاجرة بخرسانة الدولة من السلاح ، مع حضور ناجز في أقاليم الحروب الأهلية والقرصنة البحرية. هذه مسؤولية مركزية تقع على عاتق القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني إذا أردنا الخروج من نفق الموت والفقر والجوع والخوف . [email protected]