(لا يوجد في أمريكا زنجي طيب إلاَّ الزنجي الميت).. هكذا يقول الأمريكي ذو الإحساس العنصري الذي كان جزءاً من قضية كرستها السياسة الأمريكية، قديماً، عبر مفاهيم قاسية وقناعات صعبة، ظل يعبر عنها الأمريكيون بقولهم: إننا نحب الزنوج؛ لأنهم مصدر تسليتنا..! فالزنوج هم ضحية واقع التعصب العنصري في أمريكا.. وليس بغريب أن أجور السود هناك تختلف عن أجور البيض في مختلف الوظائف.. حيث يبلغ أساس الراتب للموظف الأبيض الحاصل على شهادة جامعية 38 دولاراً، فيما راتب الأسود بالمواصفات ذاتها يصل إلى 31 دولاراً فقط. وتقول دراسات: إن 40% من الشباب الزنوج يتركون الدراسة لانخفاض مستوياتهم المعيشية، فيما يؤكد (ألن جونسون) - رئيس جامعة هارفارد - أن أ كثر من 75 بالمائة من وفيات الأطفال هي من الزنوج، لكن أطرف الحوادث أن محكمة انضباطية ردت طلب عدد من المجندين السود العاملين في البيت الأبيض كانوا قد اشتكوا لديها حرمانهم من العلاوات والامتيازات التي يحصل عليها زملاؤهم البيض، وقالت المحكمة: إن النظام لا يكفل لهم هذه الامتيازات..! والأكثر طرافة - ولكن إلى درجة سمجة تبعث على الازدراء - هي أن عدداً من الأمريكيين رفضوا السفر على طائرة تتجه من نيويورك إلى إحدى الولايات الشمالية الأمريكية؛ لامتعاضهم من وجود مسافرين على الرحلة ذاتها من ذوي البشرة الشرقية شككوا في أن يكون هؤلاء عرباً أو مسلمين.! هذا الحدث واحد من عشرات الأحداث المشابهة التي تقع يومياً في أنحاء أمريكا، والتي تعكس صورة نموذج الأمريكي “النخاس” الذي كان يسوق قطعان الرقيق إلى داخل أمريكا لخدمته وطاعته وإشباع رغباته..! أعرف جيداً أن أمريكا أصبحت في الوقت الحاضر قبلة العدالة والمساواة، لكن المشكلة الآن أن الوعي العنصري القديم الذي كان كامناً ضد الزنوج قد تحوّل إلى وعي حاقد غاضب ضد الشرقيين وبالتحديد العرب والمسلمين. وهذه التصرفات الأمريكية الجديدة قد تكون نتاج عقدة قديمة كانت قد جرّت أسلافهم إلى حرب دامت 49 عاماً بين 1816 و1856م، على أمل أن يندثر ويتوارى مفهوم السيد والعبد الذي يبدو ظهوره مجدداً أمراً بشعاً..! [email protected]