عندما تتوجه عربة التاريخ لصالح التحول تتدحرج الأمور لصالح هذا التحول بصورة متسارعة وغير متوقعة نتيجة لتراكم النضال وإجماع الناس الذي يعد جالباً للرحمة السماوية والنصر والتوفيقات المتسارعة ... حتى إذا ظنوا أن الأبواب قد انسدت انفرجت هنا أو هناك بصورة دافعة للتيار إلى القمة محرقة كل الأوراق المضادة ومدمرة كل السدود والأقفال المحكمة .. هديتان لقوة التغيير في اليمن جعلت اليمن تتنفس الصعداء.. لقد فعل أفراد اللواء الثالث حرس ما عجز عنه جمال بن عمر ومجلس الأمن بكل دوله العالمية التي تعمل لحسابات خاصة بها وليس بنا ... بينما تحرك الجيش في نفس الوقت بأبين وسلم المسلحون السلاح وفروا كما دخلوا، وكأن حبلاً يربطهم بصنعاء. كنت قبل أسابيع قد كتبت في هذا العمود: أن معركة أبين تحسم في صنعاء وليس في أبين .. وجاء الحسم على هذا النحو وبأكثر من المتوقع وكأن هناك زرار واحد .. ليس المهم كل هذه التحليلات التي تتشابك في نسبة مصداقيتها المهم أن الانتصار في أبين وانتفاضة اللواء الثالث نقل اليمن إلى مربع الأمان وضيق الخناق أمام مشاريع الجماعات المسلحة المتدثرة بالدين سواء في الجنوب أو شمال الشمال كما أنها فوتت فرص وهم الإنقلاب على الثورة والتغيير الذي كان يحلم به الرئيس السابق معتمداً على انتشار الجماعات المسلحة لإضعاف الدولة بينما يبقى هو ممسكاً بقوة الحرس الجمهوري ... والغريب أن جميع القوى المخاصمة للاستقرار في اليمن التقت في خندق أبين (المنحوسين مع خائبي الرجاء) رغم تناقضهم ليتلقوا ضربة في الدماغ لصالح الدولة المدنية ودولة الشعب ... ويبقى قبل هذا وبعده ضرورة أن ينمو خلق التسامح كرافعة إنقاذ مع كل انتصار إلى جانب الحزم ... فلا وقت للانتقام ولا للشماتة أو التشفي أو التوقف فالمنتصر هنا هو الوطن ولا يوجد مهزوم في هذه المعركة إذا خرج الوطن منتصراً. [email protected]