مصطلح (أنصار الشريعة) مصطلح إثاري، يمكن أن يستخدم سينمائياً، عنوان شباك تذاكر، بكل تأكيد هو عنوان يستهوي العامة والبسطاء من الناس, ولكن أي شريعة هذه المضطهدة أو المحاربة؟ نخشى أن يكون الجواب هو ما يثبته واقع شريحة من أهل الفهم القاصر للإسلام, تلك التي تعتقد أن المجتمع قد أصبح في قبضة الضلال ، وقد أوشك كثير من أبناء المسلمين أن لا يكونوا مسلمين إلا من خلال قشور مظهرية لاتسمن ولا تغني من جوع، لذلك فقد قرر هؤلاء أن يحملوا السلاح دفاعاً عن شريعة سلبية وللأسف فقد أعلنت منطقة أبين إمارة أسلامية قام فيها الأمير كما يقول الإعلام بتطبيق حدود إسلامية عقابية, لم أتأكد من هذا بعد, فهل هذا يعني أن اليمن بدون شريعة ؟! على كل حال ، لانريد أن نقف عند هذا الحد والشواهد كثيرة على المستوى الإقليمي والدولي ، نعرف جميعاً أن أنصار الشريعة تلامذة فكر يحمل السلاح ويرى ضرورة الخروج لتظهير هذا الفكر بهذا السلاح ، الذي قد يكون بندقية أو حزاماً ناسفاً فهل يعني الانتصار على هذا الفكر في بعده المكاني وحسب؟ إن طرد أنصار الشريعة من أبين لايعني محو فكر هؤلاء الأنصار فالفكر لايواجه بالقتال وحده وإنما بالمفكر والمحاور، وكنت أتمنى على التلفزيون أن يعقد مناظرات بين تلامذة هذه المدرسة والطرف الآخر لنعرف ماذا يريد هؤلاء، ماهو الإسلام وماهي الشريعة في نظرهم لأن هناك جمهوراً من المسلمين يذهب إلى فرق بينهما, فالإسلام دين والشريعة اجتهاد ويجوز فيها الأخذ والرد، اجتهاداً وفهما. إن الإعلام الخبري قد لا يعني شيئاً .. أطمع أن أرى أنصارياً على شاشة التلفاز لأفهم الإسلام الذي يعتنقه وأتعرف على الشريعة التي يريد نصرها. ليس من شك عندي أن كثيراً من إخواننا أنصار الشريعة قد غرر بهم وأنهم لايعرفون شيئاً مهماً عن شريعة الإسلام التي تلعن بنص القرآن والسنة من استحل دم امرئ مسلم بغير حق .. إذا لم يكن هناك قادرون على إجراء حوار مفيد مع إخواننا هؤلاء فلا مانع من الاستعانة بمفكرين نابهين قادرين على تبيان الحق وفضح الزيف. إن الكرة في ملعب إعلام مرجعي متميز يستطيع دونما عصبية أو حزبية أو استعلاء أن يرد الأمور إلى نصابها وفق إبداء استعداد نفسي وعملي على استيعاب الذين خرجوا إما عن طريق السياسة أو عن طريق الغفلة أو الاستغفال.