روح الوطن.. ثقافته ومدنيته.. حريته.. وعزته وكرامته.. وثورته.. تطلعات وآمال وطموحات الشعب كله.. إنها تعز.. التي أثبتت وبما لايدع مجالاً للشك أنها قلب اليمن النابض.. رمز عافيته.. مهما كانت المخاطر تظل تعز.. هي مدينة الحسم للخيارات المتعددة.. أقول وبصراحة إن من سبق من الحكام والحكومات قد أهملوا تعز.. تعزالمدينة قبل الإنسان لذلك نراها عشوائية عديمة التخطيط على غير ماهو حاصل في بلدان العالم مهملة في كثير من حاجياتها الإنسانية والتنموية.. بنيتها التحتية من طرقات وكهرباء ومياه ومجاري في أسوأ الحالات. اليوم ومع ثورة الشباب الشعبية السلمية يتطلع أبناء تعز إلى تحقيق أحلامهم في تطوير وتقدم هذه المدينة التي تتلهف بشغف بحثاً عن كل ما يجعلها مدينة من المدن الجميلة المتقدمة ومع قيادة محلية لها باع في حسن الإدارة والتنظيم وبعيدة عن شبهة الفساد.. فإن المؤمل أن تقوم هذه القيادة الجديدة بالتخطيط الجيد لمدينة تعز الجديدة وعندما أقول الجديدة فإنني أعني المناطق التي لم تزدحم بعد في الحوبان حيث ستكون المدينة الرياضية والمدينة الطبية.. والمدن السكنية الجديدة والمطار الدولي الحديث بالمواصفات العالمية.. نريد أن يتم التخطيط السليم والصحيح من الآن لهذه المساحات لتكون تعز الجديدة هناك، حيث الشوارع الفسيحة الواسعة.. حيث التنظيم الجيد لكل الخدمات.. حيث المتنزهات والاستراحات.. وطبعاً يجب الاهتمام بالجانب الآخر من تعز جهة منطقة البرح.. ونحو ميناء المخا التاريخي.. ومنطقة الضباب وفي كل الاتجاهات التي يتم فيها التوسع العمراني. وهذا يعني البدء من الآن بالمشاريع الاستراتيجية لجعل تعز الأفضل والأجمل والأنظف بين مدننا اليمنية ولن يتأتى ذلك إلا بإصلاح الجهاز الإداري للمحافظة،ذلك أنه لايمكن للفاسدين أن يتماشوا مع عملية الإصلاح والتنمية في تعز وأيضاً يجب أن يكون المجلس المحلي قدوة أو لنقل قيادة السلطة المحلية أن تكون من أفضل أعضاء المجلس المحلي.. الأيام الماضية أظهرت أن البعض ممن يحيطون بالمحافظ مازالوا يحاولون العودة بتعز إلى ماقبل الانتخابات الرئاسية المبكرة.. وجعلها بؤرة لحمل السلاح والفوضى والعنف. تعز بحاجة إلى تغييرات إدارية بعيدة عن الأحزاب.. بعيدة عن سياسة المحاصصة.. تغييرات تبحث عن الكفاءة والنزاهة أينما كانت.. تعز بحاجة إلى محاسبة كل مسئول في أي مرفق أولاً بأول .. لا قداسة لأحد،ما قامت هذه الثورة إلا من أجل إزاحة الفاسدين والمهملين وغير القادرين على أداء مهامهم على أكمل وجه من أي تيار كانوا من المؤتمر أو المشترك أو غيرهما.. نحن نبحث اليوم عن الكفاءة والنزاهة والقدرة على تحمل المسئولية وعلينا أن لانتحسس من أي قرار مادام مسبباً وأيضاً على قيادة المحافظة أن لاتدخل في أي خلافات مع تكتلات الثورة الشبابية وأن يكون التواصل الدائم مع هذه التكتلات لحل أي إشكاليات قد تحدث هنا أو هناك،كما على الثوار أن لا يسمحوا بأي خروج عن الخلق الرفيع الذي اتصف به شباب الثورة في احتجاجاتهم منذ بداية ثورة الشباب الشعبية السلمية من خلال التلفظ بشعارات لا أخلاقية كما حدث في بعض المسيرات الاحتجاجية ضد بعض القرارات الخاطئة الخاصة بقطاع التعليم والتي تم إلغاؤها بفعل التواصل الجاد والمثمر مع «المحافظ». تعز بحاجة إلى تضافر جميع أبنائها جميع تياراتها ومنظمات المجتمع المدني من أجل تعويضها مما لحق بها خلال حقبة النظام السابق من ظلم وتمييز وتهميش.. فهل يتحكم فينا العقل ونبدأ ببناء تعز الجديدة .. تعز الثقافة والحلم والفرادة؟ أتمنى..!