لا احد ينكر ما وصلت اليه البشرية اليوم من علوم ومعرفة وتكنولوجيا متطورة , اقتحمت فيها كل الحجب المتاحة لها في علم الغيب المسخر , وحاكت بمخترعاتها كما هائلا من الموجودات الطبيعية حتى قال البعض انه لم يبق لهم إلا صناعة انسان. ليس صحيحاً ان الغرب قهر الطبيعة , بل الصحيح انه طوعها لسنن كونية علمية , كان ممكن معها ان يكون انسان العصر اسعد المخلوقات على وجه الارض , وواكب هذا التطويع اختراع انظمة وسن كثير من القوانين , حاولت بها جهود الغرب الارتقاء بالإنسان. والملاحظ اليوم انه مقابل كل هذه العلوم والمخترعات والتقنيات والقوانين , الا انه تدنى مستوى رقي البشر او الغالبية العظمى منهم في مجال آخر هو الاهم. عندما نمعن النظر سنجد ان المشكلة ليست في العلم والاختراع والتخصص ,, وانما في شيء آخر نفهمه اذا صورنا العالم منقسم قسمين ,,, قسم يتمثل في العالم الغربي وهذا هو الشق المادي والعلمي , وهنا نجد ان هذا الشق قام بكل واجبه في جانب الحياة المادية وصناعة علومها , بينما المسلمون وهذا هو الشق الآخر , نجدهم قد قعدوا عن اداء واجبهم المتمثل بالجانب المعنوى الاخلاقي والقيمي , لقد غفلوا عن مهمتهم الاساسية التي خلاصتها ( رحمة للعالمين ).. في عالم اليوم للأسف نجد علماء بلا قيم , ودعاة بلا قيم , وساسة وقادة بلا قيم , وثوار بلا قيم , وأطباء وقضاة ومحامين وتجار وإعلاميين ومدرسين بلا قيم , وهكذا في كل فئات الشعوب. فلا نستغرب اذن اذا صارت معظم العلوم وبالا وشقاء على الانسانية ,, لأنها اساسا بلا قيم انسانية ,, ليست مشكلة العالم اذن في الاختراع والتخصصات الدقيقة ولكن المشكلة في الاستخدام الاخلاقي والقيمي لهذه العلوم والمخترعات وهذا برأيي هو واجب المسلمين اليوم .. واجبهم في نشر القيم الانسانية والتوعية بها وتمثلها عمليا ,, والاستفادة من وسائل العصر في تدريب وتأهيل الناس عليها ثم الاجتهاد في تحويلها إلى لوائح وقوانين تسهم في سعادة البشرية.. وبدون ذلك , فإننا نحن المسلمين قادة وشعوباً نستغل العلم والتكنولوجيا وكل الوسائل الحديثة للتلميع وإلإبراز والفائدة فقط , سنظل اساس مشكلة العالم ,, هذه وجهة نظري فهل انت مع هذا الطرح.