في كل سنة يكتب الكتاب دون غيرهم عن الغش في اختبارات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة, ويسيرون في اتجاه واحد هو التحذير من النتائج المستقبلية للغش على الغشاشتين أنفسهم، ثم يرد عليهم أهل العلم بالغش والفساد أن هؤلاء سيصلون إلى ما يطمحون إليه بالغش أيضاً، طالما وأوكار الفساد تعشش تعشيشاً متجدداً وتتطور في أساليب تمرير الغش على الرقاب شئنا أم أبينا.. ولا تستغربوا إذا لم يجب طالب أو طالبة في أية جامعة في امتحان القبول على الأسئلة ولا يكتب إلا اسمه أو اسمها ويسلمها ورقة بيضاء للمراقب أو المشرف الذي يفرض نفسه ملاحظاً من أجل فلان أو علان من الفاشلين. ثم تظهر النتيجة الصاعقة لأولئك الذين أجابوا وتأكدوا أو بدوا أنهم ضامنون النتيجة المطلوبة، فإذا بهم يفاجأون بأنهم رسبوا، وذاك أو تلك حصلوا على ما فوق الخمسة والثمانين بالمائة، وبذلك فتحت لهم الأبواب وأغلقت أمام الآخرين بأمر من أستاذ أو دكتور يمارس عمله ذلك على مرأى ومسمع من الآخرين ولا يبالي بأحد، مما يثير أكثر من سؤال: كيف ولماذا؟.. لقد كانت تحدث اقتحامات لقاعات الامتحانات النهائية من قبل مجاميع يأتي بعضها من الأرياف أو من ضواحي المدن لتغشيش أبنائهم؛ إما بشراء الإجابات من مصادر يقولون: إنها مجهولة، أو يتفقون مع بعض المراقبين والمشرفين لإيصال الأجوبة إلى طلاب معينين بمبالغ محددة يقال إنها مغرية، وتراهم يشترونها جهراً من شخص يصل إلى أمام المركز أو المدرسة ويحلقون حوله كلٌّ يريد نسخة من الإجابات أو يذهب مع واحد آخر إلى أقرب استديو تصوير.. وبلغ الأمر بأحد التربويين قبل سنوات أن حضر من مدرسته التي يديرها إلى مدرسة أخرى، وهو يصيح من خارج نافذة القاعة ويملي الإجابات بصوت مسموع على قريبه وزملاء قريبه، وكنت أشاهده ومعي عدد من الناس يتشاجر مع الحارس ويرفض مغادرة المكان, كما أنه وكما هو مسموع عنه أنه كان يسمح للمتنفذين إيصال الكتب إلى أولادهم لنقل الأجوبة الصحيحة من بطونها أمام أنظار بقية الطلاب أو الطالبات. وبمناسبة الاختبارات العامة لهذا العام وللتصريحات التي أدلى بها كل من وزير التربية والتعليم ونوابه ومدراء مكاتب التربية وأكدوا فيها أنه لن يسمح بالغش هذه السنة؛ بفضل الخطة الجديدة للمراقبة، والتي لن يتمكن الغشاشون من الوصول إلى ما وصل إليه الغشاشون في السنوات الماضية، هم وبعض المسؤولين والموظفين والحراس والمراقبين، فأنا وكذلك كل الآباء وأولياء الأمور نتمنى أن تنجح وزارة التربية والتعليم ومكاتبها في المحافظات كل النجاح وسنصفّق لها حتى تدمى أكفّنا..