تكثر سيناريوهات التوقع لمستقبل مصر، وقد أطل (يهود باراك) على التلفزيون ليقول: (إن إسرائيل تتابع بقلق ما يدور في مصر) وهذا أمر طبيعي لأن مصر هي قلب الأمتين العربية والإسلامية وهي المقابل الموضوعي للكيان الإسرائيلي. لقد أعلن الإخوان المسلمون بأدبياتهم العداء لليهود، وقاد الإخوان المسلمون كثيراً من منتسبي الجماعة في حرب 48 ومن بينهم جمال عبدالناصر, غير أن المحللين السياسيين لكل فريق منهم سيناريو مخطط خاص, ومن هذه السيناريوهات أن الإخوان وقد أصبح محمد مرسي رئيس الجمهورية منهم سيلتزم بسياسة عامة مفادها احترام الاتفاقات مع الكيان الإسرائيلي، خاصة اتفاقية (كامب ديفيد) التي أنهت حرب مصر مع اليهود، إذ أبرم الطرفان اتفاقية السلام، موقعة من رئيس مصر أنور السادات ومن مناحيم بيجن، رئيس وزراء اليهود، وهناك اتفاقيات أخرى اقتصادية وعلمية وهناك سيناريو آخر يذهب إلى أن مصر ستلغي عبر البرلمان هذه الاتفاقية مقابل أن تقوم بدور ممتاز في المنطقة لمحاربة إيران والمد الشيعي ومكافحة التطرف الإسلامي, فالمصريون في غالبيتهم مع السلام ولكنهم يعتقدون أن اتفاقية كامب ديفيد لم تعط مصر كامل السيادة على سيناء فهي سيادة منقوصة والقوات المسلحة والمصرية فيها وفق شروط .... إلخ ويذهب هذا السيناريو إلى أنه قد تعدل هذه الاتفاقية لصالح المصريين وستدعم أمريكا هذا الاتجاه مقابل ما سبق. ويسأل بعض المهتمين: لماذا قامت أمريكا بتوجيه تحذير للمجلس العسكري المصري بخصوص ما يسمى بالتعديل الدستوري المكمل, إذ اعتبرته الولاياتالمتحدة مصادرة لصلاحية رئيس الجمهورية؟ والإجابة تكمن في الآتي: أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وهي تبدو من هذا الموقف متعاطفة مع الإخوان تعلم يقيناً أن الإخوان ومن باب كسب تأييد شعبي دعائي سيقومون وعبر انفعال معين لتحقيق بعض الطروحات وعلى رأسها موضوع حساس هو تحديد العلاقة بأقباط مصر (النصارى) إذ يعتبرهم كثير من الإخوان وغالبية السلفيين أنهم أهل ذمة, الأمر الذي سوف يستفز هذا الطرف للمطالبة بالاستقلال أسوة بسودانيي الجنوب, وهنا ستعمل أمريكا وآخرون لتكوين مصر شمالي وجنوبي.