نحن في ظرف تاريخي فيه اجتمعت المخاطر المحدقة والفرص التاريخية دفعة واحدة ... وإن كانت الفرص المتاحة أكثر وأقرب إلى التطبيق وتحقيق نقلة نوعية بالوطن إلى بر الأمان.. ومن حسن الحظ أن المخاطر مصنوعة صناعة ومتكلفة بالغالب و حشرت حشراً بهدف تضييع الفرص، بينما الفرص خرجت من عمق الشعب وتوالدت بفعل نضاله وتضحياته ودماء أبنائه. الحوار هو الوسيلة المناسبة لتحقيق الانجاز الوطني واستغلال الفرص التاريخية، لكن هذا الحوار لم يكن يوماً هدفاً بحد ذاته تفهمه الأمم أنه وسيلة مرنة للوصول إلى بر الأمان بمشاركة الجميع وإيجاد ضمانات مشتركة وتمتين القواسم الوطنية لإنجاز المشروع الوطني وتحقيق الحلم والطموح العام وهذا يوجب المبادرة إلى الحوار وإجابة الدعوة بدافع الحرص على إنقاذ الوطن وبناء مؤسساته الحديثة.. ومن يرد أن يقدم عنوانه الخاص كشرط للحوار و«يتشقر» بنزواته فهو لا يفهم الحوار، بل لا يريده .. وكل هدفه هو إفشال الحوار وابتزاز حرص الحس الجمعي ومجموع القوى الوطنية على لملمة الناس.. على حساب الفرص الكبيرة المفتوحة للوطن والتي لن تنتظر كثيراً ولا توافق من لا يجيدون قطفها بسرعة وهمة عالية. في حوار البناء يتحاور الناس لإيجاد دستور وطني وقانون عام ومعايير عادلة وأسس للدولة على مقاس المواطن وقاعدة المساواة، وفي هذه الظروف يتداعى الناس إلى طاولة الحوار وإنجاحه ولامجال «للمراضاة».. ومن يضع شروطاً للحوار خارج الإجماع الوطني واضعاً نفسه وصياً على الشعب يكون خارج الموضوع وفي رأسه أشياء ليس وقتها على الأقل.. ولا اعتقد أن الوقوف بجانبه طويلاً سيفيد أحداً بل سنخسر كثيراً من الوقت الثمين الذي يعني خسارة فعلية للفرصة الراهنة، وليس من الحكمة انتظار من لايريد الحوار أو من يضع شروطاً تعجيزية لإفشال الحوار لأن البعض يحمل كوابيس مزعجة ويأمل أن يستغل الظروف التي تمر بها البلاد لينتزع مكاسب وتنازلات ليس من حق أحد إعطاءها أو التفاوض عنها.. هناك من المتوجسين والمتوحشين بحكم البعد عن الواقع لا يمكن إقناعه ويريد الناس أن تنفذ آراؤه على طريقة «حبتي وإلا الديك» وسيقتنع بالواقع عندما ننجح كيمنيين ولا خيار لنا غير النجاح، والواجب أن تكون مراحل الحوار مزمنة ومحددة العناوين التي تتعلق ببناء الدولة، وهذا أمر لن يختلف عليه الناس واعتقد أن لدى الجميع من المرونة والحرص ما يكفي لإنجاز الحوار والخروج بنتيجة تجعل الناس تنطلق لبناء اليمن الجديد القوي. نحن جميعاً ملزمون بدعوة الجميع إلى طاولة الجميع لكن لا أحد ملزم بالانتظار طويلاً، لأن الوقت يمر والانتظار يقتل الفرصة الذهبية لبناء يمن قوي وحضاري ولا يوجد أحد يدمر بيته بالانتظار عندما يكون الانتظار معول هدم لا يرحم ولا يعذر والمتأخر سيلحق لأن الباب سيبقى مفتوحاً بعد بناء البيت وتأمينه. [email protected]