قال لي: باتسبر؟ قلت: باتسبر لو اتحدنا في إرادتنا الجمعية من أجل أن تسبر. تساءل: وهل ترى أننا بنتحد؟ قلت: ضرورة حاجتنا للدولة المفقودة والعيش المشترك في ظلها على أن تكون صائنة الجميع بالديمقراطية والقانون والمواطنة المتساوية لا دولة استبداد وغشم واستقواء..غاية الغايات التي يجب أن تؤدي إلى التوحد المثالي الضروري خصوصاً ونحن في أصعب لحظات نعيشها الآن. استدرك:عندي أمل وعندي ألم.. ثم تساءل: أين موقعك من الحوار الوطني؟ كان ردي: لألهث وراء وجودي في مؤتمر الحوار الوطني وكأنه مغنم ذاتي؛ إذ للأسف صار الأمر كذلك وكل قوى سياسية تأتي بوجوهها المألوفة اللامجدية التي أصابت البلد بكل هذه العلل المتراكمة.. لذلك أشعر بالخجل مما يتم جرّاء تربيطات وكولسات متهافتة حزبياً، فيما شباب الثورة للأسف يأكلون بعضهم بعضاً بعدم الإيثار وقيامهم بذات فعل السياسيين الأوغاد في الإقصاء والاستحواذ وحماقات اللامسؤولية. باختصار: أنأى بنفسي عن خوض غمار الحوار الوطني عبر هذه التشوهات الفادحة والمأزومة، وكأن الأمر مغنم للأسف. **** المهم علينا فقط أن نتذكر الآن الكلمات الخالدات لمطهر بن علي الإرياني: [ يا قافلة بين امسهول وامجبال الله معش حامي وحارس يا قافلة عاد المراحل طوال وعاد وجه الليل عابس يا قافلة صفي صفوف الرجال واستنفري كل الفوارس قولي لهم عاد الخطر ما يزال لا تأمنوا شر الدسايس]. **** حقاً كم كان عظيماً الشاعر الجميل مطهر الإرياني، وكم هي حكيمة هذه الأغنية التي صارت من أشهر أغاني اليمنيين في التاريخ المعاصر!.