وادي النيل، هو الوادي الذي يجري فيه نهر النيل من جنوب السودان حتى مصبه في البحر المتوسط أي يقطع السودان ومصر، ويعد نهر النيل من أهم مصادر الحياة في كلا البلدين مصر والسودان، وتعد الأنهار النازلة من هضبة الحبشة هي الروافد التي تغذي النيل لكي يستمر تدفقه إلى مصبه في البحر المتوسط. إن النيل مصدر الحياة، وأساسها في مصر والسودان، وبدون النيل القطران تموت الحياة فيهما. الكيان الصهيوني يدرك هذه الحقيقة، ويعلم أن أي أحد يسيطر على المنابع، والروافد المغذية لنهر النيل بإمكانه أن يتحكم بحياة البلدين مصر والسودان.. حين ننظر إلى الخريطة الخاصة بوادي النيل في مصر والسودان.. يلاحظ أن معظم أي أكثر من 90 % من سكان مصر يعيشون على ضفاف النيل، فهم يعيشون على الزراعة، وما يرتبط بالزراعة من نشاطات أخرى، ناهيك عن أن معظم كهرباء مصر من السد العالي، وعلى الكهرباء تعتمد معظم الأنشطة الاقتصادية.. أي أن حياة مصر والسودان كذلك تقوم حياتهما على استمرار جريان مياه النيل بنفس القوة. الكيان الصهيوني عمل منذ وقت مبكر، على إيجاد موطن قدم له في جنوب السودان، لأنه سوف يستطيع أن يخنق مصر، والنصف الشمالي من السودان من هناك عبر تحكمه بتدفق مياه النيل، ولما فشل في ذلك فكر في إقامة دولة في جنوب السودان، لذا وبمساعدة الغرب الأوروبي والأمريكي لفصل جنوب السودان، وإقامة دولة فيه تدين بالولاء والتبعية للصهاينة والغرب.. وقد تحدثت كثير من الكتابات عن ذلك قبل عقود من الزمن، لكن الغرب يقرأون وينسون، أولا يقرأون. أخيراً نجح المشروع الأمريكي الصهيوني في فصل جنوب السودان عن البلد الأم، وصار للغرب والصهاينة وجود غير عادي، وجود استراتيجي عسكري واستخباري وإلى جانب ذلك سلاح المياه، وهذه الأخيرة اتضحت في توقيع اتفاقية بين الكيان الصهيوني ونظام جنوب السودان.. وهي اتفاقية حول مشاريع زراعية ومشاريع ري.. مشاريع ري يعني إقامة سدود، وحواجز مائية، أين ستكون؟ ستكون مشاريع السدود عند آخر جريان النيل الأزرق، والأبيض من هضبة الحبشة أي حجز مياه أهم روافد النيل الأساسية والتي تمكنه من الجريان عبر شمال السودان ومصر.. أي أن تتعرض مياه النيل للانخفاض وضعف الجريان، وتموت شمال السودان ومصر.