في زحمة الدروب تتبدد وحشة الانتباه لوجل الحضور وهو لا يُفصحُ عن مكائد الغفلة العامرة بالخواء في وجعه الإنسانيّ الخالص.. ذلك الوجع الموشّى بأحقيّة العيش تحت ظلال الاستتابة من هجير التمرّد على ما تبقّى من معاني الأمان. ذات بكارة قلتِ للريح قفي.. الريح ُ محض خديعة حين تشي بالورق.. الورق لا تذبل لكنها تغدو حيث تشاء لها أغنيات الشمس. الشمس كومة عشقٍ يستعصي على النسيان.. النسيان هجير البروق.. البروق منافي.. المنافي رحم أفلاطوني يستعر.. يستعر حيث تشاء له مواعيد الفراغ المزدحم.. هكذا تتسلسل في ذاكرتي الأشياء الأفلاطونية وهي تشي بالمواجيد. فمن أين تأتي شهوة الوجل؟ والمدى أقصر من حلمٍ يعزّ على النفوس التي ارتضت مهانة الفُرقة.. ونكد الاستخفاف بمصائر العقول المسافرة في تعرية الحزن بلباس السعي نحو الفضيلة المختبئة في جوف التلاشي! إننا راحلون إلى خيبتنا القصوى.. نواعد خلافاتنا بجانب كل ثغرةٍ من حقول الألغام المستميتة بتحلل أشلائنا عن غفوتها المطمئنة.. نكابر حماقاتنا حتى لا تُبقي ولا تذر.. ونفرغُ بعدها من زحمة الحلم.. إلى فضاءات التوهان حيث لا أمان ولا حقيقة.