المتجول في المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان تتناقض مشاعره بين ألم ينهش القلب لمعاناة المرضى، وفرحة بأناس يعملون ليل نهار من أجل هؤلاء المرضى ما بين موظفين، ورجال مال وأعمال. فمثلاً تلمس عند دخولك إلى قسم المختبرات في المؤسسة الأجهزة التي تقدم بها المحسنون من رجال المال، حتى يقصرون الطريق على المرضى ويوفرون عليهم تكاليف السفر إلى صنعاء، وتجد النظافة اللافتة في المختبر والالتزام والنظام الموجود بين الموظفين، لكن يعاودك الألم، عندما تعلم أن كل هذا يظل غير مستوف لحاجة مرضى السرطان، فالأجهزة مكلفة جداً، ولكنها تأتي مرة واحدة، وقد يتبرع بها المحسنون؛ لأنها بالنسبة لهم صدقة جارية، لكن يبقى موضوع المحاليل التي تُستخدم للفحوصات، فهي باهظة الثمن، وهنا أجدها مناسبة لدعوة التجار والمحسنين للتبرع بالمال لشراء محاليل الفحوصات، فإذا كان الجهاز بخمسة وثلاثين ألف دولار، فالمحاليل المستخدمة للفحص في هذا الجهاز قد تكلف ما يساوي قيمة الجهاز في سنة واحدة أو تزيد عليها، فإذا كان الجهاز صدقة جارية أيها المحسنون، فماذا تسمون شراءكم لمحاليل قد يساعد استخدامها في نجاة شخص من الموت المحقق وتستقيم حياته ليربي أولاده سنوات قادمة!؟ ليصنع حياة مليئة بالأمل لهم هل هي صدقة جارية!؟ لا والله إنني متيقنة بأنها أعظم من ذلك عند الله بكثير...إن الله يضعكم في طريق هؤلاء المرضى لتأخذوا بأيديهم إلى الحياة فلا تنتقصوا عملكم في شراء المحاليل فهو لا يقل أهمية عن شراء الأجهزة. ومع هذا فالمختبر يقدم خدمات طبية نوعية؛ نظراً لامتلاكه أجهزة أفضل من أي مختبر آخر، وكما يقدمها لمرضى المؤسسة فهو يقدمها للمرضى الخارجيين، أي غير المصابين بالسرطان، وكلفة الفحوصات عادة تكون مخفضة عن بقية المختبرات في السوق، وذلك من باب جذب المرضى لعمل فحوصاتهم في المختبر ليرجع عائدها لمصلحة مرضى السرطان وشراء المحاليل اللازمة للفحوصات ...وهنا أدعو كل من يرغبون في مساعدة مرضى السرطان ولا يمتلكون القدرة المادية لذلك أدعوهم أن يتجهوا عند عمل أي فحوصات إلى مختبر المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان، فهم سيجدون الخدمة اللازمة والمخفضة، وفي الوقت نفسه يخدمون مرضى السرطان؛ كون العائد من هذه الفحوصات سيصب في مصلحتهم؛ فأغلب مرضى السرطان لا يستطيعون دفع قيمة الفحوصات لاسترجاع كلفة المحاليل، فتضطر المؤسسة لتحملها عنهم، وبذهابكم إلى الفحص في مختبر المؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان توفرون لهم قيمة محاليل مهمة لإنقاذ حياتهم، نعم إنكم ستهبونهم أملاً جديداً بتعاونكم معهم، وإشعارهم بأنكم تحسون بهم وبمعاناتهم، لنكن معاً لنهديهم الأمل!