في الخامس والعشرين من رمضان أعلن في تعز عن ميثاق شرف وتضامن لأجل تعز وهو الميثاق الذي تعاقد عليه أبناء تعز بكافة مكوناتهم وشرائحهم وتوجهاتهم من أجل بناء محافظة تنموية مستقرة هادئة وآمنة. ميثاق الشرف الذي كثر الحديث حوله وسبقني أيضاً الكثير من الزملاء إلى الكتابة عنه وإبراز أهدافه واستعراض مبادئه وثوابته ليس الهدف منه اتخاذه مادة للكتابة أو عنواناً بارزاً يتصدر الصحف، وإنما الهدف الرئيس منه هو التطبيق، وترجمة نصوصه وبنوده على أرض الواقع المعيش. منذ أن تم الكشف والإعلان عن ميثاق الشرف والتضامن لأجل تعز، وذلك في الملتقى المحلي الأول لأبناء تعز وبحضور أكثر من ألف شخصية يمثلون مختلف التوجهات السياسية والمدنية منذ ذلك الوقت وهذا الميثاق لايزال يأخذ طابع التنظير والكلام سواء في المقايل أو غيرها، ولم يتغير الواقع التعزي شيئاً بل إن الواقع بقي كما هو إن لم يزدد سوءاً عما كان قائماً قبل الكشف عن هذا الميثاق. نعم لم يمضِ حتى الآن منذ الإعلان عن هذا الميثاق سوى عشرين يوماً.. ولكن هذه الفترة القصيرة تكفي لأن يعكس فيها أي مجتمع من المجتمعات المحلية في اليمن وخاصة في تعز التي تعد الأكثر وعياً ومدنية وثقافة كما يقولون تفاعله مع ميثاق الشرف المعلن، والاتجاه بكل الصدق والمسؤولية نحو ترجمته وتنفيذه قبل أن تذهب السلطة المحلية بالمحافظة صوب تنفيذه بصورة قد لا تعجب «البعض» ويجد هذا البعض فيها مادة خصبة للكتابة وتشويه الميثاق وأهدافه الساعية إلى فرض هيبة الدولة.. ميثاق الشرف والتضامن من أجل تعز أكد على رفض مظاهر السلاح وكل المظاهر الدخيلة على تعز، وأكد أيضاً على إعلاء سلطة القانون وإنفاذه وتطبيقه على الجميع ورفض كل المشاهد والمواقف المخلة بالأمن والاستقرار، واعتبر أي اعتداء أو عنف أو سلوك من شأنه التسبب في سفك الدماء، عملاً من أعمال الإفساد في الأرض، ومن يقوم بمثل هذه الأعمال يعتبر خصماً لكل أبناء تعز. ومع هذا التأكيد كيف نرى الواقع في تعز اليوم، وهل لاقى هذا الميثاق الذي أعلن عنه قبل أسبوع من عيد الفطر المبارك تفاعلاً لدى أبناء هذه المحافظة المجهدة بأفعال بعض أبنائها للتخلص من المظاهر المسيئة وفي مقدمتها ظاهرة السلاح، والعمل من أجل استعادة تعز لهويتها المدنية، وتمثل القيم السلوكية والأخلاقية والدينية التي تحتم على كل أفراد المجتمع الالتزام بها وإعلائها؟. لم يتغير الواقع في تعز بعد، فالسلاح وانتشاره لايزال هو العنوان البارز الذي يميز تعز، وهو ما يعني أن ما جاء أو تضمنه ميثاق الشرف ينبغي أن ينفذ بالقوة، وكون ما تضمنه من نقاط يمثل طموح غالبية أبناء المحافظة.. ولا ينبغي على القلة الذين مازالوا يستعرضون بأسلحتهم في شوارع وأحياء المدينة، وبممارساتهم التي تتسبب في سفك الدماء وإقلاق الأمن والاستقرار المجتمعي أن يسيطروا على الأغلبية الباحثة عن الأمن والاستقرار والمطالبين بإنهاء كل المظاهر السلبية المنتشرة في تعز، والمضي صوب التغيير المأمول والمرتجى. ميثاق الشرف المتفق عليه يجب أن ينفذ، وأعتقد أن الوقت قد حان للبدء في تنفيذه، وتحويله إلى برنامج عمل لكل المكونات المجتمعية التي أقرته وجعل تعز محافظة يسودها الأمن والاستقرار والسلام، وأنموذجاً للعمل والإنجاز، ومحافظة استثنائية في صناعة التغيير للأفضل. ما شهدته تعز خلال أيام عيد الفطر المبارك، ومازالت تشهده إلى اليوم من استخدام مفرط للسلاح سواء في الأعراس أو بغرض الاستعراض و«التباهي» بين الناس أو للاعتداء على أموال وممتلكات الناس، يعد مؤشراً ودليلاً واضحاً على أن «البعض» لا يريد أن تكون تعز محافظة تنموية آمنة ومستقرة، وهؤلاء البعض هم تجار الحروب وأدوات الفتنة وعصابات التقطع واللصوصية. فمتى يتم البدء بتنفيذ ما تضمنه ميثاق الشرف والتضامن باعتباره المدخل الرئيسي للتنمية.. وأيضاً المدخل الرئيس لتعز آمنة ومستقرة؟ [email protected]