هي وحدها المرأة العربية وعلى مر العصور من يدفع ثمن حروب الرجل العربي ونزواته ومازالت حتى اليوم الخاسر الأكبر والضحية الأولى.. وهي في نظر فحول العرب الغنيمة الأثمن التي يسعى الجميع للحصول عليها ولايتورعون عن هتك عرضها وتدنيس شرفها احتفالاً بانتصاراتهم الزائفة دون أي اعتبار للقيم الدينية والإنسانية التي يتشدقون بها.. والحكايات المروعة التي تبثها القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وتحملها تقارير المنظمات الحقوقية والإنسانية كلها تتحدث عن حجم مأساة المرأة السورية وماتتعرض له من انتهاك سافر واستغلال جنسي داخل وطنها وفي معسكرات الإيواء في وطن الغير على يد أشقائها وأبناء جلدتها ومن هم على دينها كما يدعون.. وكيف أن هذه الحرب القذرة التي تشهدها سوريا حولت نساء سوريا إلى سبايا وسلعة رخيصة يتهافت عليها الأثرياء من فحول العرب والمسلمين والأجانب، الباحثين دوماً عن إشباع غرائزهم الحيوانية بما فيهم بعض السوريين أيضاً.. وهم من يفترض أن يقدموا حياتهم دفاعاً عن عرض وشرف المرأة العربية السورية.. ولأننا في زمن ماتت فيه النخوة والشهامة العربية وطمرت تحت التراب قيم وأخلاقيات الرجل العربي المسلم فلا عجب أبداً أن تتحول أعراض النساء العربيات إلى مادة إعلامية رخيصة يتم ترويجها في كل دول العالم ليكونوا شهود عيان على ماآل إليه الوضع العربي الراهن.. ولاعجب أيضاً أن تتحول هذه المأساة المروعة إلى مجرد لعبة سياسية مبتذلة على يد أطراف الصراع السوري ومن كانوا سبباً في وجودها ويحاول كل طرف استغلالها لصالحه.. فالنظام السوري يتهم المعارضة المسلحة ومن يقفون وراءها ويحملهم مسؤولية ماتتعرض له السوريات من خطف واغتصاب وتعذيب وقتل فيما تنفي المعارضة ذلك عن نفسها وتتهم النظام وأتباعه وتحملهم مسؤولية تلك الأحداث والجرائم اللاأخلاقية.. وبين هذا وذاك تبقى المأساة السورية قائمة وتتسع أكثر وأكثر لتلتهم مئات النساء السوريات كل يوم ممن وجدن أنفسهن ضحايا لخلافات الأنظمة العربية وضحايا لصراعات المصالح الإقليمية والدولية ووجدن أنفسهن يدفعن ثمن شتات العرب والمسلمين وتمزقهم بين المذاهب والطوائف والأحزاب.. إلخ. والمؤسف حقاً أن المتهم والضحية من أبناء وطن واحد اسمه سوريا.. نعم أيها السادة تقارير مروعة تحكي عن تعرض مئات النساء السوريات للاغتصاب وتقارير أخرى تحكي عن بيع مئات القاصرات وصغيرات السن بمبالغ زهيدة للأثرياء تحت مسمى الزواج والذي يعتبر صورة من صور الاغتصاب والاستغلال الجنسي في مثل هذه الظروف القاسية التي يعاني منها الشعب العربي السوري، حيث لاخيار أمام المرأة وأسرتها إما أن تقع ضحية الاغتصاب وإما الزواج لمن يريد استغلالها والتمتع بها لأيام معدودات قبل أن يتركها ويبحث عن ضحية أخرى شردتها الحرب وأجبرتها الظروف على الوقوع بين يدي ذئاب العرب الذين لاهم لهم إلا إشباع غرائزهم والإتجار بأعراض النساء العربيات. وكنت أتمنى على الرئيس المصري أن يبدأ بالتحرر من القيود الاسرائيلية والأغلال التي كبل بها من قبل الإدارة الأمريكية .. وأن يعلن فك الحصار عن شعب غزة المحاصر منذ سنوات قبل أن ينادي بتحرير الشعب السوري وإسقاط سوريا خدمة لإسرائيل ومصالحها.. وكنت أتمنى أن يعيد مصر إلى الحظيرة العربية ولكن ليس عبر بوابة إسرائيل وأمريكا كما يفعل الآن.