يبرع التشكيلي مراد سبيع في التأسيس لجاذبية الفن شعبياً وتحميله مضامين جمالية رفيعة المستوى على الرغم من مخاصمات الواقع الرسمي لفن الرسم عموماً، إلا ان التشكيلي المغامر الذي اقدم على مشروع رائد وملهم ك "حملة لوّن جدار شارعك" مطلع العام الجاري فيما قوبل تدفقه الحيوي الفني بحفاوة بالغة على الصعيد الشعبي كما انتشرت جدارياته وزملائه كفعل ثقافي بصري مثير في صنعاء يمكن القول أيضاً إنه شكل أهم ماتنطوي عليه روح الثورة الشبابية السلمية -والفنان من أهم المؤسسين الميدانيين الاوائل لمسيرات ومظاهرات فعل الثورة والاعتصامات بالطبع -من قيم سلام ووعي تعايش على الضد من قيم الدمار والعنف المجتمعي التي جاءت مهووسة بالخراب ثم خلفت عديد بشاعات نفسية ومعنوية جراء النزاعات المسلحة التي تخللت فعل الثورة لاحقاً للأسف. على أن مراد سبيع دخل اليوم منظوراً فنياً جديداً بارعاً في دلالاته الفنية والوطنية محاولاً إيقاظ التاريخ والضمير عبر حملة "الجدران تتذكر وجوههم"مستلهماً ضحايا الاخفاء القسري كمادة اساسية لهذه الحملة، أي ضحايا الصراع السياسي الذين كانوا على مدى العقود الاخيرة في اليمن ذهبوا ضحية الديكتاتوريات وهم بالمئات في الشمال والجنوب ومابعد الوحدة أيضاً بينما كانت صحيفة النداء الوحيدة التي فتحت ملفهم قبل سنوات عارضة نماذج قصصية مأساوية لعدد من ضحايا جرائم الاخفاء القسري حيث ظلت الانظمة الشمولية تتعاقب ولا تتوحد إلا في القمع والتنكيل لهم بدعوى انتماءاتهم السياسية او الفكرية التي تتعارض معها لتتوالى عذابات ذويهم وأسرهم وليس من اهتمام حقيقي تم تجاه هذه القضية حتى اليوم، مابالكم بتفعيل حق الاهالي الذي سيظل أصيلاً من أجل معرفة الحقيقة كما لجبر الضرر بشكل فعلي ووضع حد لمعاناتهم الفادحة ذات الابعاد الانسانية القصوى بما يجعلها تحتاج مزيداً من التضامن الحقوقي والمجتمعي.