الحملة العدائية ضد الإسلام والإساءة إلى نبي الله محمد ستجد من يدعمها أكثر من أي وقت مضى استناداً إلى رفض الحكومة الأمريكية التدخل لوقف بث الفيلم المسيء إلى رسولنا الكريم بتمويل عدد من اليهود ومشاركة أقباط مصريين في الولاياتالمتحدة بحجة أن ذلك الإجرام حرية تعبير رغم ما أحدثه هذا الفيلم من غضب في كثير من الدول العربية والإسلامية استهدف الغاضبون على إثره السفارات الأمريكية فيها وحدث ماحدث. وقد سبق أن تعاملت دول أخرى مع أصحاب التعبير في فرنسا والدنمارك وهولندا والنمسا الذين أبدوا شكوكاً حول المحرقة التي تعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية على أيدي النازيين, فكان عقاب المفكر الفرنسي روجيه جارودي الضرب والسجن والمصادرة لكتابين ألفهما حول القضية الفلسطينية الاسرائيلية وأصدرت الحكومة الفرنسية أيام جاك شيراك قانوناً يجرم كل من يعادي السامية واعتُبر جارودي من أكثر المفكرين عداوة لهم. واعتقل مفكر بريطاني في مطار النمسا قبل أن تطأ قدمه أرض المطار بسبب كتابه الذي أبدى فيه رأيه حول اليهود بالعودة إلى تاريخهم الطويل من التخريب الذي مارسوه ضد الاقتصاديات الأوروبية واستحواذهم على المال والصناعة والثقافة والإعلام كما جاء في بروتوكولاتهم وكشف حقائقهم في كتاب بعنوان "أحجار على رقعة الشطرنج" ألفه بحار كندي عقب الحرب العالمية الأولى ولقي مصرعه على أيديهم لما أحدثه ذلك الكتاب من أصداء واسعة في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وبالنسبة للرسومات الدنماركية كان جواب تلك الحكومة على الاحتجاجات العربية الإسلامية نفس ماتعللت به الحكومة الأمريكية وكذلك الحكومة الهولندية فالنظرة في الأساس عنصرية واضحة لاتعترف للآخرين بحرية تعبير كما تقرها لكل من يعادي الإسلام والمسلمين, فهم غوغائيون كما وصفتهم وزيرة الخارجية الأمريكية ولايستحقون الحرية التي ساعدتهم بلادها على التخلص من الديكتاتورية وضربت مثلاً على اليمن وليبيا ومصر وتونس. وانطلاقاً من هذه النظرة الدونية أرسلت بوارج حربية وطائرات بدون طيار تجوب سماء ليبيا وشواطئها واليمن وأرسلت أيضاً فرقاً من جنود المارينز لحماية سفاراتها وموظفيها الدبلوماسيين ولم تعترف بقوات الأمن وخاصة في اليمن بأنها بذلت أقصى مالديها لمنع المحتجين من القيام بأي اعتداءات أو إلحاق الضرر بالرعايا الأمريكيين ولولا تلك الجهود لكانت الخسائر أكبر بكثير.