جاءت وقائع ونتائج الإنتخابات الرئاسية الصومالية الأخيرة لتشكل تتويجاً منطقياً وواقعياً لسلسلة الإنتخابات السابقة، والتوصيات الحكيمة التي جعلت النخب والجماهير الصومالية في مربع جديد لقراءة الواقع ومتغيراته . الحرب الأهلية المديدة ، والويلات التي حاقت بالشعب الصومالي جعلت العقول تشب عن طوقها ، والقلوب تستوعب جوهرية التعايش القائم على القبول بالتعدد في كامل الأنساق السياسية والإجتماعية والثقافية ، حتى أن الإنتخابات البرلمانية والرئاسية الآخيرة لفتت أنظار المراقبين في درجة انسيابها، وشفافيتها ، والقبول الحضاري لمختلف الأطياف بنتائجها الطيبة ، وكان تتويج الرئيس حسن شيخ محمود ترجماناً عميقاً للخيار العاقل ، ذلك ان الرئيس الجديد شخصية أكاديمية، ظل قابضاً على جمرة المستقبل، من خلال تبنيه الناجز للحياة التعليمية الجامعية ، وتباعده عن دوائر الموت والقتل والتعصب ، ونظافة يده التي شهد بها عارفوه ومجايلوه . جاء الإختيار كما لو أنه رسالة ناجزة تعبر عن سأم شامل من ثقافة الحرب والتنافي العدمي ، ورغبة عارمة في امتشاق المستقبل، والتخلي عن سيئات الماضي القريب والبعيد. ولأن هذا الخيار العاقل لايرضي عرابي الموت والحروب الدائمة ، فقد حاولوا اغتيال الرئيس قبيل تنصيبه ، لكنهم فشلوا في سعيهم المدمر ، فيما باشرت الشرعية مطاردة فلول الظلاميين، حتى مدينة كيسمايو الإستراتيجية. تطورات الأسبوع الماضي في الصومال الشقيق أفرحت الأشقاء والأصدقاء، وكان الإعلام الرسمي اليمني سباقاً في احتضان التجربة ، ومشاركة الأشقاء في الأمل الدائم بعودة الدولة والنظام في الصومال ، بل إن القناعة تجعل الرائين المدركين يرون رؤيا العيان بأن تطور الصومال سينعكس إيجاباً على اليمن أكثر من أي دولة أخرى مجاورة. [email protected]