ماشاهدناه وتابعناه وعلى الهواء مباشرة ولعدة أيام مضت ولازالت على القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي من ردود أفعال غاضبة خرجت في الأساس انتصارا لنبيها محمد (ص) واستنكاراً ومطالبة بالقصاص ممن تعمدوا وبصورة كريهة وحاقدة الأساءة الى نبي الرحمة والسلام والى امة الإسلام قاطبة. وبدلاً من ان تكون هذه الهبة حضارية حتى تحقق هدفها المنشود تحولت في مجملها وفي عدد من الدول العربية ومنها اليمن الى أعمال تخريب واقتحام للسفارات ومارافقها من قتل للدبلوماسيين كما حدث في ليبيا اوقتل وجرح للمحتجين في عدد من الدول منها اليمن ونعتقد أن السبب الرئيسي لهذا التحول هو اقتصار دور العلماء والوجهاء على الاستنكار والتنديد والتحريض في أكثر الأحيان وتخليهم عن دورهم الطبيعي وهو قيادة وتوجيه هذه المسيرات والاحتجاجات وتواجدهم فيها وبالتالي تحولت الى أعمال تخريب ونهب وقتل وتشوية لصورة الاسلام ونبيه الكريم . وماحدث في ليبيا مثلا من قتل السفير الأمريكي وعدد من الدبلوماسيي لايقره أي مسلم باعتبارهم مقيمين في ليبيا كمعاهدين وعلى الدوله الليبية حمايتهم ولا يمكن ادراج رد الفعل او تصنيفة كأحتجاج مشروع ولكنها جريمة قتل متكاملة الأركان ولايستبعد ان يكون قد خطط لها من قبل ونفذتها أحدى الجماعات المتطرفة كالقاعدة مثلا. أما ماحدث في اليمن وما سمعناه من انسحاب الجنود والآليات الموكل اليهم حماية وتأمين السفاره الأمريكية وتركهم إياها عرضة للأقتحام والتخريب من قبل عدد قليل من ضعاف النفوس والذين استغلوا واندسوا بين المحتجين لهو شىء مستغرب ولم نجد له مبرراً وننتظر التفسير المنطقي من الجهه المختصة وهي وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى . إن كل دولة مسئوله عن حماية وتأمين بعثات وسفارات وقنصليات الدول الأخرى لديها ويكون التعامل بالمثل بحسب الأعراف الدبلوماسية التي تنظم العلاقات بين الدول بعضها البعض واغلاق او توقف هذه البعثات والسفارات عن العمل سوف يعطل مصالح عدد كبير من المواطنين ويعرقل معاملاتهم، وآخر مثل قريب ماحدث عند اغلاق السفارة السعودية لعدة اشهر بسبب قضية اختطاف القنصل السعودي في عدن من قبل تنظيم القاعدة فما بالك عندما يتم اقتحام وتخريب ونهب سفارة لدولة صديقة او شقيقة والأثر السلبي الناجم على الوطن حاضرا ومستقبلا . لو كان العلماء على رأس المسيرة الغاضبة والمنتصرة لنبيها الكريم ووصلت المسيرة الى محيط السفارة وتم استدعاء السفير او من يمثله وتم تسليم رسالة الاحتجاج والمطالب المحددة والتي يجب ان تتخذ لكان اسلم وانفع لأن الهدف هو إيصال رسالة شعب وامة ليس إلا. ما قام به الرئيس المصري محمد مرسي من تكليف السفارة المصرية في واشنطن برفع قضية ضد منتج وممول ومن شارك في الفيلم المسيىء للنبي الكريم هو التصرف الأسلم والحضاري أما التخريب أوالقتل أوالنهب فهو “الفخ” الذي تدفعنا اليه الدوائر الصهيونية للوقوع فيه نتيجة استيائها من صحوة الشعوب العربية المتمثل بثورات الربيع العربي وحتى تؤكد لمن تبقى من المتعاطفين الغربيين مع القضايا العربية والاسلامية أننا شعوب غير حضارية ولانستحق التعاطف والمساعدة. إن هذه الأساءة للنبي الكريم وللدين الأسلامي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وما قضية الرسوم الدينماركية المسيئة للنبي الكريم عنا ببعيد وليست محاولة احراق المصحف الشريف من قبل احد القساوسة الأمريكيين أو إهانة القرآن الكريم وتدنيسة من قبل جنود التحالف الغربي في افغانستان أليست هذه إهانات للاسلام والمسلمين أليست محاولات الصهيونية العالمية، الصاق تهمة الأرهاب بكل مسلم بدءاً من أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م وحتى يومنا هذا تمثل أكبر إساءة واكبر محاولة للقضاء على الاسلام وإطفاء نوره وكذلك دعمها ومساندتها للجماعات الأرهابية ومحاربتها ظاهريا واستخدامها كسبب وذريعة لبسط نفوذها واحتلالها دول العالم العربي والاسلامي واحتلال العراقوافغانستان أكبر دليل على ذلك . وختاماً لكي ننتصر للإسلام ونبية الكريم يجب ان نجسد الإسلام وتعاليمه السمحاء في حياتنا سلوكا ومنهج حياة وليس بالشعارات والمسيرات العشوائية والتخريب والنهب والقتل ينتصر الإسلام. “ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” صدق الله العظيم والله المستعان وإلى لقاء....