في ثورةٍ مترجّلةٍ كهذه .. كان علينا أن نستعيد وعي أنفاسنا وهي تتصاعد في شتلات الروابي المكدّسة في اخضرار المنافي السيّارة .. وهي تموء كقطّةٍ هزيلة جوار مائدة الأدعياء. كان علينا أن نبرق حظنا لآخر راحلٍ عنّا في زحمة دماء الالتفاتة المضنية .. وكان علينا أن نبتسم للريح وهي تعوّذنا بصدى شهقاتٍ لم تولد بعد لكنها تؤرّخ صبرنا .. وحيرتنا الأنكى. كان علينا أن نستفيق من صلاة الطمأنينة بحذر الآيبِ من غزوةٍ بائسةٍ قتلاها نحن .. جرحاها نحن .. فرسانها الوحيدون نحن .. ومن حمل الراية مكابرين وأجفل في خطوهِ نحن. نعم .. كان علينا أن نكتب زيف السؤال ليعصمنا الجواب من نهدةٍ طويلة .. يسمونها الحياة. فماذا سيغرس القرويّ في رخام حقيقته؟.. وضلع أنفاسه مثقوب بمواويل سهده وهي تضوع في بالونة العراء ! أو ماذا سيتبقّى للسماء إن أغوت الأرض ثكنات آخر جندي يحلم ببيادته مرهونةً في عش عشيقته الثورة .. فتغور به اشتهاءات الطين ! وكيف سيُجدي السُهد إن أفرغَ ذاكرته من الدموع الفاضلة !.. والفجر إن أثقله النحيب وهو فنار الصرخة !. [email protected]