من الإخفاقات التي ركز عليها الرئيس الأسبق علي ناصر محمد في مقالة لصحيفة (الحوار) هي تغييب الإدارة السياسية الفاعلة على المستوى الوطني من قبل النظام السابق وتكريس المنظور الشطري الضيق، الذي قاد إلى تباعد النخب السلطوية وتراجع التوجهات الوحدوية. ولعلَّ هذا ما يمكن فهمه مما أورد من أفكار وقضايا على قدر كبير من الأهمية..! وإذ يقف علي ناصر عند خطورة حرب 94م وتداعياتها وإحجام النظام حينها عن معالجتها، فقد دعا الى الانتباه والحذر من استخدام العنف في معالجة الأزمات والخلافات الراهنة والحيلولة ليس فقط دون استهداف الحراك السلمي الجنوبي وجره الى مربع العنف ولكن في التعاطي ايضاً مع الثورة الشبابية السلمية فضلاً عن العمل لإعادة الحيوية للتواصل والحوار الوطني بين الفرقاء وصولاً الى وضع يمكننا من المعالجة الجذرية لكل مشكلاتنا وخلافاتنا بالانطلاق من الحل العادل للقضية الجنوبية باعتبارها قضية مركزية وعلى أساس حلها ينبني مستقبل الوطن..! ولم يكن تحذير علي ناصر من الدعوات الضيقة والمروجة للجهوية والقبلية وحتى الحزبية والتي تكرس تغييب الانتماء الوطني.. لم يكن من فراغ، بل من ضغط شديد من المخاوف التي تفرضها هذه النزعات التدميرية. اليوم لم يعد بالإمكان القبول بأي حال من الأحوال بالصراعات والترضيات والتقاسم والسياسات الخاطئة التي استهلكها النظام السابق وبات الناس يدركونها جيداً..! ولا بد – برأي علي ناصر- من تحمل المسؤولية الوطنية بجدارة.. كما لابد من الاهتمام بكافة الطروحات الموضوعية التي تناولت جميع قضايا الوطن ومنها القضية الجنوبية وقضية صعدة والفساد وهيكلة الجيش والامن ومكافحة الارهاب بتفعيل الدور الوطني قبل الاستعانة بالخارج. ومن الأفكار الصميمية المهمة التي وردت في مقال الرئيس الأسبق علي ناصر محمد والتي يجب ان نتأمل فيها بمسؤولية هي: إن عدم تحقيق تغيير ملحوظ سيدفع الثورة الى الواجهة وستطال حينها كافة المعنيين بالتسوية.. ولن يكون ثمة مستقبل لمبادرات لاحقة. لم يعد سراً اليوم أن الزعامات تعددت وتفرعنت، وهو أمر مؤسف فالسلطة لا تحتمل الازدواجية في القرار ولا نريد ان نجد أكثر من رئيس وأكثر من زعيم..لاسيما إذا كانت بعض الزعامات جزءاً من المشكلة. الناس ملوا افتعال الازمات والعنف والعنف المضاد والعبث والفساد والإرهاب على اختلاف أنواعه. إن الخلافات والتباينات التي تحدث بين هذه الزعامات المجرَّبة-بفتح حرف الراء- شمالاً وجنوباً هو نوع من إنتاج الماضي. انتصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية سيعيد الاعتبار لثورة 26 سبتمبر.. وانتصار الحراك الجنوبي السلمي سيعيد الاعتبار لثورة 14 أكتوبر. الصراعات والترضيات والتقاسم والسياسات الخاطئة التي استهلكها النظام السابق لم يعد بالإمكان القبول بها. [email protected]